التسوّل في حماة.. ظاهرة تسود المدارات الرئيسية

نضال الياسين-حماة

تعتبر ظاهرة التسول في حماة من الظواهر المستدامة فيها منذ عدّة سنوات، ولوحظ تزايد أعداد المتسولين من الأطفال والنساء بشكل أكبر داخل مدينة حماة وعلى المدارات الرئيسية فيها في الآونة الأخيرة، وسط مشاهدات رصدتها “حماة اليوم” لتسوّل شبّان سليمين جسدياً بأعمار لا تتجاوز الثلاثين عاماً يتسولون أيضاً، في ظاهرة جديدة تشهدها المدينة.

مراسلو “حماة اليوم” أكدّوا أن المتسولين الأطفال من الإناث والذكور، تراوحت أعمارهم بين 6 إلى 14 سنة، وفتيات توزعو بشكل منسّق على المدارات الرئيسية، في أحياء مدينة حماة ومنطقة الحاضر وضمن الأسواق الرئيسية فيها، مع توزّع شبّان متسولين على مدار عين اللوزة عند مدخل مدينة حماة الجنوبي.

باسل ناشط حقوقي في حماة تحدّث عن الأرقام التي تم إحصائها قبل سقوط نظام الأسد المخلوع، تشير إلى عام 2010 لنسبة التسول في المدن الرئيسية في سوريا، كانت بحوالي 1-3 % من إجمالي نسبة الأطفال في سوريا أبرزها في دمشق وحلب وحماة وحمص، معظمهم من أبناء العائلات الفقيرة، نسبة لتقرير للجنة السورية لحقوق الإنسان، ولكن مع بداية الثورة السورية لم تعد الإحصائيات دقيقة بسبب سياسات الأسد المخلوع في منع التعاون مع المنظمات الدولية.

فيما تجدر الإشارة إلى أن الوضع المعيشي تزايد سوءاً مع حكم نظام الأسد وهذا ما أدى إلى إنتشار أكبر لهذه الظاهرة في تلك المدن، وإنتشرت بشكل أكبر بين فئتي الأطفال والنساء.

مضيفاً إلى أنّ هذه الأعداد بعد سقوط الأسد بدأت بالإزدياد بحسب مشاهدات ولكنها لا تعتمد على إحصائيات دقيقة بعد، فيما عزى أسباب إستمرار هذه الظاهرة إلى الأوضاع الإقتصادية التي لم تستقر إلى الآن، وغياب التعليم نسبة لظروف العائلات الإقتصادية، وعدم توفر بيئة عمل مناسبة لأعمارهم للإعالة، كذلك قضايا التفكك الأسري التي لوحظ توجّه حكومي لمعالجتها مؤخراً بعد سقوط الأسد، وإنخفاض نسب الطلاق بشكل ملاحظ في المدينة.

وعن ظاهرة تسوّل الشبّان، قال محمد نور شاب من مدينة حماة بأن قلّة فرص العمل المتاحة للشباب الغير متعلم ما زالت قليلة، والمعامل والمصانع بحكم عودتها حديثاً للعمل، لم تطلب بعد الأعداد الكافية من العاملين مما يخلق فرص عمل جديدة ومتاحة للشباب السوري من العائلات الفقيرة، فيما لم تتوقف المنظمات الغير حكومية عن دعم العائلات والنساء ممن فقدوا أزواجهم في معتقلات الأسد المخلوع أو ممن إستشهد على جبهات القتال مع قوات الأسد، برواتب شهرية تعتبر دون الحد الأدنى المطلوب للإعالة.

مؤكداً بأن ذلك ليس مسوّغاً لعمل الشباب أو النساء في التسول، نسبة إلى الآثار السلبية التي تخلفها هذه الظاهرة في المجتمعات المحلية، والتي شوهدت بشكل متزايد في حماة مؤخراً وبطرق مختلفة.

تسنيم شابة جامعية من حماة، قالت بأن فرص العمل المتاحة للفتيات أصبحت متوفرة في حال رغبة الإناث ممن ليس لديهم معيل بالعمل داخل حماة، وبالتالي ليس هنالك أعذار للعمل بالتسول، على المدارات الرئيسية وفي الأسواق، مشيرةً إلى ضرورة التحري الحكومي للوقوف على أسباب إنتشار هذه الظاهرة أو ضرورة معرفة الشبكات التي تقف وراء تسوّل الأطفال والنساء والمستفيدين منها، فيما إذا كان هنالك أشخاص محددين يعملون على زج المتسولين في الطرقات.

وأشارت إلى ضرورة السعي المجتمعي من المنظمات الغير حكومية لدعم ومتابعة الأطفال والنساء بشكل خاص وضرورة إنشاء ورشات ودورات مهنية من أجل العمل على بناء مستقبل جيد لهم، قد يكون مستداماً، أفضل من الرواتب والمستحقات الشهرية التي قد لا تكفي 30% من إيجارات المنازل اليوم في حماة.

وأضافت “يجب على المغتربين من أبناء المدينة البحث والتحري عن العائلات الفقيرة المحتاجة اليوم في حماة للعمل على دعمهم بمشاريع عمل قد تعود عليهم بفائدة مالية جيدة، كذلك من شأنها رفع سوية الصناعة المحلية في المحافظة، وبناءاً عليها يتم خلق أسواق محلية للترويج وبيع هذه المنتجات بأسعار منافسة للبضاعات الموجودة في الأسواق وبذلك يتم دعم عجلة الإقتصاد المحلي بشكل كامل”.

كذلك ضرورة العمل على برامج توعية وتثقيف لنشر ثقافة منع عمالة الأطفال، عبر حملات إعلامية في كافة المحافظات السورية، للحد من إنتشار هذه الظاهرة، وتوفير دعم تعليمي لهم، بالتعاون مع المنظمات الدولية والمحلية، مع ضرورة تطبيق القوانين لحماية حقوق الأطفال ومنع إستغلالهم من قبل عوائلهم ، عبر جهود حكومية مشترة مع المجتمع المحلي، بحسب تسنيم.

مايو 21, 2025 |

التصنيف: حماة اليوم |
الوسوم: التسول

شاركها مع أصدقائك!

اقرأ أيضاً