
بلدية حماة تمهل شاغلي الأماكن العامة إنذارًا أخيرًا وتباشر إزالة التعديات
إياد فاضل – حماة
في خطوة تهدف إلى استعادة الوجه الحضاري للمدينة وتنظيم استخدام المساحات العامة، أصدرت بلدية مدينة حماة إنذارًا نهائيًا لأصحاب الأكشاك والمتعدين على الأرصفة والحدائق العامة، تطالبهم فيه بإزالة التعديات بشكل فوري، تمهيدًا لتنفيذ حملة إزالة موسعة.
وبحسب مصادر رسمية في البلدية، فقد باشرت الفرق الفنية والرقابية تنفيذ عمليات إزالة التعديات في عدد من المواقع داخل المدينة، شملت الأرصفة المشغولة بشكل غير قانوني من قبل الباعة الجوالين وأصحاب الأكشاك العشوائية، بالإضافة إلى استرداد أجزاء من الحدائق العامة التي تم استغلالها لأغراض تجارية دون ترخيص.
تلك الأماكن شملت جميع أحياء المدينة التي تشهد تواجد لتلك التعديات كحي الصابونية الذي يشهد تواجد أعدادا كبيرة من الأكشاك التي منحها النظام السابق لذوي قتلى الجيش وقوات الأمن أو لعناصر أمنية بهدف الاطلاع بشكل مباشر على أهالي الحي.
الأكشاك في حي الصابونية ألغت مساحات خضراء وحدائق كانت متنفسا لأهالي الحي كحديقة الحرش التي باتت سوقا للأكشاك والبسطات كما يقول الأهالي.
يقول محمد حوا – أحد سكان الحي أن تلك المنطقة – حديقة الحرش- كانت متنزها لأهالي الحي ومكانا للأطفال يلعبون بها ولكن بعد أن تم الاستيلاء عليها من قبل الأفرع الأمنية من اجل تسليمها لعناصر الأمن أو لذوي قتلى الجيش أصبح المكان لا يشبه البيئة المتحفظة لأهالي المنطقة خاصة التجاوزات الأخلاقية التي تحصل هناك.
وأكد مسؤول في بلدية حماة في تصريح خاص لـ “صحيفة حماة اليوم” أن: “هذه الإجراءات تأتي للحفاظ على المرافق العامة وتحسين المشهد البصري للمدينة، بعد توجيه إنذارات متكررة لم تلقَ استجابة من بعض المخالفين”.
وفي الوقت الذي لاقت فيه هذه الحملة ترحيبًا من بعض السكان الذين رأوا فيها خطوة ضرورية، ظهرت أيضًا أصوات معارضة عبّرت عن قلقها من الأثر الاقتصادي المحتمل على أصحاب الأكشاك.
يقول عبد الغني عزيز، أحد مالكي تلك الأكشاك : “صحيح أن تلك الأكشاك لذوي قتلى الجيش والقوات الأمنية التي كانت تعمل في ظل النظام المخلوع ولكني دفعت ثمن أحد تلك الأكشاك بدأت أبيع فيها مستلزمات دهان وخردوات.
ومع ذلك نحن مع التنظيم، ولكن ليس على حساب الناس البسطاء الذين لا يملكون مصدر دخل آخر، ويجب على الحكومة أن تجد لنا حلا بديلا بالسرعة القصوى قبل أن تقوم بتشريدنا.
بدورهم، نظم عدد من أصحاب الأكشاك اعتصامًا أمام مبنى محافظة حماة، رافعين لافتات تطالب الجهات المعنية بالنظر في أوضاعهم الاقتصادية وتأمين بدائل تضمن استمرار أرزاقهم.
وقال أحد المعتصمين: “نحن لا نرفض التنظيم، بل نطالب بحلول واقعية، مثل تخصيص أسواق بديلة أو منحنا تراخيص رسمية، قطع أرزاقنا بهذه الطريقة ليس عدلًا”.
ودعا المعتصمون الحكومة المحلية إلى فتح باب الحوار والتعاون معهم من أجل الوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف، وتحفظ حقوق المواطنين في استخدام المرافق العامة، دون المساس بمصادر دخل مئات العائلات.