تباين الآراء في سلمية بريف حماة الشرقي بعد سحب الحواجز العسكرية 

مكسيم الحاج- حماة

تباينت الآراء الأهلية في مدينة سلمية بريف حماة الشرقي بعد سحب الحواجز العسكرية لـ “الفرقة 60” التابعة لوزارة الدفاع السورية، يوم الأربعاء 9 أبريل\نيسان، ونقل مهام الحواجز في المنطقة إلى إدارة الأمن العام و “الفرقة 62” تنفيذا للأوامر العسكرية، بحسب تصريح قائد الفرقة 60 فادي زودة لـ “جريدة سلمية” الجريدة المحلية في المدينة.

وذهبت آراء السكّان وتعليقات المتابعين على صفحة “جريدة سلمية” على الفيسبوك بين مؤيد ومترقب لما نشرته الجريدة حول تسليم المهام إلى “الفرقة 62”.

وصرّح علي زهرة مدير تحرير جريدة سلمية لـ “حماة اليوم” بأن آراء الأهالي في سلمية ما زالت متباينة في الشارع المحلي، إذ يبدي بعض الأهالي تحفظّهم على التغيير، بسبب إعتيادهم على أسلوب “الفرقة 60” في التعامل، فيما ذهب آخرون إلى التريّث وانتظار أداء “الفرقة 62”.

وعن سبب تأييد بعض الأهالي لبقاء الفرقة 60 في المنطقة -بحسب التعليقات الواردة على منشور الجريدة عبر صفحتهم- تحدّث علي زهرة بأن “قيادة الفرقة 60 من أبناء المدينة نفسها، وهو ما يدفع الناس للمطالبة ببقائها في المنطقة، لاعتبارها بحكم الفصيل المحلّي، ما يسهّل التعامل مع تركيبة المجتمع المحلي اجتماعياً و أمنياً في المنطقة”.

“وجود الفرقة 60 منذ فترة التحرير في المنطقة، كان عاملاً مساعداً في إكسابها قَبولاً شعبياً، نتيجة المعرفة الجيدة بطبيعة النسيج الأهليّ مما عززَ الثقة فيما بينهم، و كان عاملَ استقرارٍ في التعامل المنطقي مع الكثير من الحالات، إضافة لمعرفتهم بجغرافية المنطقة كون معظم أفرادها من أبناء المدينة”، بحسب علي.

فيما يرى أن رفض بعض الأهالي لقرار تغيير المهام للفرقة يأتي مصحوباً بحالةٍ من التخّوف في التعامل مع جهة لا معرفة لهم بهـا، وهي حالة طبيعية بالنسبة لمجتمع مثل سلمية، فـ “الفرقة 62” لم تُختبر بعد من قبل المجتمع المحلي، وخشية تغييرات سلبية محتملة في طريقة التعاطي مع السكان أو آلية إدارة الحواجز.

مؤكدّاً بأنه لا يوجد رفض عام، لكن هناك من يريد بقاء الفرقة 60 في المنطقة، إلى جانب حالة من التحفّظ والترقب التي تدفعهم للتمسك بالواقع الحالي لعدم الرغبة في خوض تجربة جديدة، فيما تحدّث أن مطالب الأهالي من “الفرقة 62” تنحصر في في تحقيق الحدود الدنيا من حقوق الناس في احترام المدنيين على الحواجز الأمنية، وتسهيل التنقل اليومي للمواطنين، وتعزيز الأمن الأهلي في المنطقة، الذي يعتبرُ مطلباً أساسياً، يعززُ التعامل الإيجابي الذي اعتادوا عليه في أغلب الحواجز المدينة.

وبحسب رأيه الشخصي “لا يهم اسم الفرقة بقدر ما يهم الأداء ومدى المساهمة في تعزيز أمن المدينة وضبط الفوضى”، كما أشار إلى زيارة قيادة “الفرقة 62” إلى المجلس الإسماعيلي الأعلى في سلمية، قبل نحو عشرة أيام، وقال “أعتقد أن قادتها ناقشوا بعض الأمور مع الوجهاء”.

فيما تحدّث هادي- مراسل في جريدة سلمية- “لا مانع من هذا التغيير إذا كان في صالح المدينة وريفها من جميع النواحي، مع تحقيق التعامل الإيجابي مع الأهالي لضمان الاستقرار وحفظ الأمن، مع انتظار النتائج في الأيام القادمة”.

مضيفاً “كان الأهالي يعملون على مساعدة عناصر الفرقة 60 بالطعام وبعض المساعدات الخدمية التي يحتاجونها في المنطقة، وإذا كانت الفرقة 62 ستتعامل مع الأهالي بشكل جيد سيكون الأهالي عوناً لهم بكل تأكيد، وأولى المطالب أن تكون هذه الفرقة، في إشارة إلى الفرقة 62، عوناً وأماناً للأهالي في سلمية وريفها”.

في سياق موازِ، قالت هديل المراسلة في جريدة سلمية “لا أؤيد و لا أرفض هذا القرار بشكل قاطع، أتبنى موقف المراقبة والتحليل، وأؤمن أن المعيار الأساسي هو مدى احترام حقوق المدنيين وتحقيق الاستقرار الحقيقي في المنطقة”.

وقالت “كل دعم شعبي يتطلب بناء ثقة من جديد، والأمر مرهون بأداء الفرقة، ويتوقع السكّان أن مهمة القوات العسكرية تتركز في ضبط الأمن واحترام السكان، وحرياتهم، وضبط المنطقة أمنياً بتطويق ما تبقى من فلول النظام المخلوع، والتعاون مع المجتمع المحلي”.

من الجدير بالذكر، أن مدينة سلمية تشهد واقعاً معيشياً آمناً، وحركة أهلية حتى ساعات الليل المتأخرة، وعدم تسجيل خروقات أمنية فيها، وعودة الحركة التجارية بشكل جيد فيها، بحسب مصادر أهلية في المدينة.

 

أبريل 15, 2025 |

الوسوم: ريف حماة

شاركها مع أصدقائك!

اقرأ أيضاً