“البسطات في حماة” واقعٌ دون حلول 

يزن شهداوي- حماة

آراء متباينة سادت الشارع الحموي في مدينة حماة، حول الباعة المتجولين في الشوارع الرئيسية والمدارات وسط المدينة وفي أسواقها المحلية.

 

حيث قال ابو محمد، بائع لبضاعات رخيصة الثمن في شارع 15 آذار على “بسطة” كما يعرف بين أهالي حماة، بأنه يعمل على هذه البسطة منذ سنوات في مكانه ذاته، لكن الآن أصبح بإستطاعته توسيع عمله عليها مع توفر البضاعات الأجنبية ورخص ثمنها أمام البضاعة الوطنية، مما أدى الى زيادة إشغاله للطريق لتوفير مساحة اكبر لعرض البضاعات لديه.

 

وذهب برأيه، قائلا “يطلبون إزالة هذه البسطات التي تنتشر في حماة، والتي تعيل مئات العائلات ولا يملكون سوى هذا العمل، وإزالة او إلغاء الباعة المتجولون او البسطات فهو قرار جائر ومجحف بحق عائلاتنا، فنحن لا نملك ثمن إيجار محال تجارية حتى في أرخص الأماكن”.

 

ويضيف طُلب منّا الذهاب الى السوق الشعبي الذي افتتح مؤخرا قرب الفرن الآلي لكن رفضنا لتلك المنطقة أساسه عدم تخديمه بخطوط النقل العامة التي نعتمد عليها من أجل زيادة الحركة البشرية في المكان، كذلك المكان لم يُروج له كما يجب من أجل إستقطاب الزبائن من هذه الفئة.

 

أبو الكريم، بائع متجول في حي الصابونية بحماة، تحدث ل”حماة اليوم” بأن قوت يومه يعتمد على بيع هذا اليوم من الخضروات التي يبيعها ويقف في مكانه طيلة اليوم في هذا البرد القارس، فعائلته تنتظر طعامها وشرابها عبر بيع بضاعته أو سيبقوا دون طعام.

 

فيما أبدى عجبه عن المطالبات بإزالة هذه البسطات التي يعتاش منها هؤلاء الفقراء، بحسب تعبيره، فهي تعيل مئات العائلات ممن لا يملكون ثمنا لتجارتهم، ويعيشون على عشرة وعشرون ألف ليرة سورية في اليوم، هي ما جناها من وقوفه طيلة اليوم طلبا للرزق رغم كل الظروف.

 

مشيرا إلى أن القرارات التي ستصدر في حقهم بحاجة رعاية مصالح كلا الأطراف، من تلك التي تريد منظرا حضاريا للمدينة وهذا حق بالتأكيد، وبين عائلات تعتاش على هذه البضاعات التي تُمّد على أرصفة الطرقات سعيا للرزق الحلال.

 

كما من الواجب التأكيد على أنها سبيل أساسي لزيادة الحركة الشرائية في الأسواق، وخلق جو من المنافسة في السوق المحلي، ولكن نؤكد على ضرورة تنظيمها في الأيام القادمه وترخيص هذه البسطات بشكل رسمي.

 

من جهة أخرى، ذهب ابو محمد أحد التجار من أصحاب المحال التجارية في شارع صلاح الدين في مدينة حماة، الى أن هذه البسطات المنتشرة أمام محالهم التجارية تسبب أزمة في مرور الزبائن وحركة الشارع بشكل كامل، مع تعدّي الكثير من البسطات على مكان كبير من الرصيف المخصص للمرور.

 

مضيفا إلى أن البسطات كذلك تعتبر منافس حقيقي للمحال، خاصة بأن البسطات ليس لديهم ثمن إيجار وكهرباء وضرائب مالية، وبإمكانه البيع بسعر الكلفة وبربح يسير، بينما نحن نحتاج الى رفع الاسعار بسبب قسمة الأرباح الى ما تم ذكره سابقا من الإلتزامات المالية والضرائب.

 

وطرح حلّا أساسيا كما في بلاد أوربا بتخصيص أسواق خاصة للباعة المتجولين والبسطات، تستهدف من خلالها فئة الزبائن التي تعتمد في مشترياتها عليهم، كذلك يتم تخديم هذه الاسواق المخصصة للبسطات بمواقف للميكروباصات، وأن يكون له مكان خاص ضمن المدينة، ويتم السماح لهم بتجارة بضاعات محددة يعتاشون منها، وبذلك يتم الحفاظ على المظهر الحضاري للمدينة بشكل عام.

 

يُذكر أن بلدية حماة قامت بالعمل على ضبط البسطات والباعة المتجولين في مدار حي الاربعين بحماة، وكذلك تم تنبيه البسطات المتواجدة في شارع 15 آذار للإزالة، وفي عدّة أماكن أخرى وذلك بسبب تعدّيات غير محقّة وغير قانونية على الأرصفة والشوارع لمرور السيارات، مما أذى إلى أزمات مرورية مستمرة في تلك الشوارع.

فبراير 8, 2025 |

التصنيف: حماة اليوم |
الوسوم: بلدية حماة

شاركها مع أصدقائك!

اقرأ أيضاً