
سوق الحاضر في مدينة حماة - الاثنين ١٣ يناير ٢٠٢٥ - صحيفة حماة اليوم
أسواق حماة.. بين غلاء البضائع القديمة ومنافسة البضائع الأجنبية
نضال الياسين- حماة
بعد هبوطه إلى مستويات دون 11500 ليرة سورية لكل دولار واحد، دعا أهالي مدينة حماة تجّار المحافظة من لخفض أسعار السلع والمواد التموينية، في حين ما زالت البضائع المحلية أعلى ثمناً من البضائع الأجنبية التي أصبحت منافساً رئيسياً لها في عموم الأسواق السورية.
على صعيد المواد التموينية، كريم صاحب بقالية في حماة يتحدث لـ “حماة اليوم” عن صعوبة خفض الأسعار التي كانت موجودة لديهم قبيل التحرير، بسبب شرائها من تجّار الجملة بسعر مرتفع حينها كان سعر صرف الدولار أمام الليرة يبلغ 14700 ليرة سورية، وهذا ما يحمّل التاجر اليوم في عموم سوريا خسارات كبيرة لا يمكن تعويضها مع انخفاض الأسعار وعدم قدرته على تعويض رأس ماله.
مضيفاً بأن توفّر البضائع الأجنبية في الأسواق، خلق جوّاً تنافسياً كبيراً مع البضائع الوطنية وخاصةً مع التفات الشعب السوري للتبضّع من البضائع والمواد الأجنبية الصنع بعد حرمانهم منها لمدة 14 عاماً، مع سلطة الجمارك في حكم النظام المخلوع على الأسواق ومنعهم من الاستيراد.
يقول كريم “نعلم بأن هذه الأعباء لا يجب تحميلها للمواطن، لكن صعوبة الموازنة بين البضائع القديمة وأسعار البضائع الأجنبية بات أمراً صعباً، مع رجاحة كف البضاعة الأجنبية، كالزيوت النباتية، والأرز، والمرتديلا والجبن، وغيرها الكثير التي يفضّل المواطن السوري شرائها اليوم، حتى لو كانت أغلى ثمناً”.
سعيد تاجر جملة للمواد الغذائية في حماة، يتحدّث عن مواجهته لخسارات كبيرة نتيجة تخزين كميات كبيرة من البضائع في مستودعه بحماة للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة التي كانت تأتيهم عبر طرق التهريب من لبنان وغيرها، لكن اليوم انخفض سعرها بشكل كبير لحوالي 60% من ثمنها السابق أدى إلى توقف طلبها من الأسواق وشرائها من أسواق الشمال السوري في إدلب وريفها، مشيراً إلى أنّهم يعون هذه الخسارات وحق المواطن السوري في شراء البضاعة الأرخص ثمناً بعد حرمانهم منها لسنوات، لكن خسارتهم اليوم تقدّر بملايين الليرات السورية.
وعلى صعيد الألبسة، بدأت بضاعة البالة (الألبسة المستعملة) تجتاح أسواق مدينة حماة بشكل كثيف على الطرقات وعلى الدوارات الرئيسية، وبأسعار زهيدة باتت بمتناول جميع طبقات المجتمع، وبخاصة الطبقة الفقيرة التي كان اللباس حلماً لها مع ارتفاع كبير في أسعار الألبسة الوطنية قبيل التحرير وبشكل خاص ألبسة الأطفال والألبسة النسائية.
ياسين تاجر ألبسة أطفال في حماة، يقول لـ “حماة اليوم” في حديثه بأن محلات وبسطات ألبسة البالة أثرت بشكل سلبي كبير على أسواق اللباس في شارع ابن الرشد وسوق الطويل، وهذا نسبةً إلى عزوف معظم الأهالي عن محلات الألبسة ولجوئهم إلى البسطات وشراء عدة قطع مقابل ثمن قطعه واحدة من اللباس الوطني، وهذا يعتبر اليوم تحدي كبير أمام مصانع اللباس الوطنية التي يتوجب عليها العمل بشكل عاجل على خفض أسعارها بما يتناسب مع التطورات الجديدة التي تشهدها الأسواق المحلية اليوم.
وأكّد بأنهم سعيدون بخفض هذه الأسعار رغم خسارتهم، لكنّهم اليوم يلتمسون سعادة الأهالي في توفّر اللباس بشكل كبير للجميع، وأصبح ربّ الأسرة اليوم قادراً على تأمين لوازم منزله ومتطلبات أطفاله حتى لو على حساب خسارات قد تكون مرحلية للتجّار.
مشيراً إلى أنّ مرابحهم المالية سابقاً في عهد النظام المخلوع، لم تكن كبيرة كما يتكلم عموم الشارع السوري، بل كانت هذه المرابح المالية توزّع كضرائب ورشاوى وخوّات جراء الفساد من المؤسسات والمديريات الحكومية سابقاً، وعلى أجهزة المخابرات التي كانت حينها، ولكن اليوم الأرباح المالية مع انفتاح الأسواق على البضائع الأجنبية قد يشكّل أرباحاً جديدة وأكبر من السابق وستعوّض حتماً الخسارات التي يعيشها التجّار في الوقت الراهن.
فيما انتشرت مؤخراً على صفحات التواصل الاجتماعي دعوات من بعض أهالي مدينة حماة إلى محال الوجبات السريعة لضرورة خفض أسعارهم مع انخفاض أسعار لحم الدجاج ولحم الغنم ولحم العجل، وانخفاض أسعار التكاليف العامة، التي من شأنها زيادة حركة الشراء للزبائن مع خفض التسعير العام لهذه الوجبات التي ما زالت في حماة تعتبر باهظة وغالية الثمن، ولم تشهد انخفاضا ملحوظاً إلى الآن.
فيما ضمّت هذه الدعوات مقاطعة بعض محال الوجبات السريعة في مدينة حماة، كوسيلة ضغط على ضرورة تلبية متطلبات الشارع الحموي وموازنة أسعارهم نسبةً إلى انخفاض السعر العام في عموم المواد الأخرى.