
صورة بعدسة مراسل صحيفة حماة اليوم، دوار الأربعين في مدينة حماة 05 يناير 2025
دوارات حماة تتحول إلى أسواق شعبية
مؤيد الأشقر – حماة
“أكثر من خمس سنوات وأنا مختبئ في البيت خوفا من الاحتياط، ولا أستطيع العمل وباتت ظروفي الاقتصادية مزرية للغاية حتى وصلت لمرحلة لا أتمكن فيها من تأمين حاجيات المنزل الأساسية”.
يقول أحمد النبهان 36 سنة أنه عانى الأمرّين خلال تلك السنوات من أجل الحصول على عمل يعود عليه بالنفع المادي ليتمكن من سد احتياجات عائلته ولكنه لم يستطع ذلك، فكل الأعمال التي كان يجدها تحتاج إلى التحرك في المدينة والمرور على الحواجز الأمنية ودائما كان يطرد من العمل بسبب عدم قدرته على تلبية حاجة العمل الموكل إليه.

صورة من دوار الأربعين بمدينة حماة بعدسة مراسل صحيفة حماة اليوم
يشرح أحمد لصحيفة حماة اليوم أنه وبعد سقوط النظام المخلوع وفي حين أنه لا يملك عملا يعود اليه من اجل الحصول على المال فإنه ذهب إلى سرمدا في ريف ادلب وقام بشراء المواد الغذائية والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة وبعض مواد التنظيف والمعلبات وعاد بها إلى مدينة حماة وبدأ ببيعها على دوار الأربعين في المدينة.
وبحسب أحمد فإن حاجة السوق المحلية لتلك المواد كبيرة وخاصة أن تلك المواد تأتي بأسعار أقل مما كانت تباع فيه بثلاثة أضعاف، فالعلبة الواحدة من مشروب الطاقة التي كانت تباع في حماة قبل سقوط النظام ب25 الف ليرة سورية بات اليوم سعرها سبعة آلاف فقط مع هامش الربح الذي يضعه أحمد على تلك العلبة، في حين انخفضت أسعار المعلبات إلى الثلث أيضا ومواد التنظيف ومساحيق الغسيل الى النصف.
أم براء عساف – ربة منزل وهي موظفة حكومية تقول : ” على الرغم من ان الراتب الشهري لم تطرأ عليه أي زيادة ولكن القيمة الشرائية له ارتفعت وبات بمقدوري شراء حاجيات لم أكن أفكر فيها أساسا خوفا من أسعارها”.
وتضيف أم براء أنها شعرت بغصة كبيرة وحرقة على أطفالها حين ابتاعت لهم قطعة من الأناناس وسألها أطفالها ماذا تدعى هذه الفاكهة، في حين أنها لم تكن تشاهد تلك الأنواع من الفواكه لدى المحلات في حماة أو كانت توجد خلال مواسم محددة وبأسعار باهظة جدا تخطت فيها سعر القطعة الواحد من الأناناس 125 ألف ليرة سورية في حين أنها اشترتها اليوم ب 25 الف فقط.
تلك الأسواق الشعبية التي اتخذت من الدوارات والأماكن الحيوية في المدينة مكانا لها لم تقتصر على بيع المواد الغذائية والتموينية فقط بل أصبحت مكانا لبيع الغاز المنزلي والمحروقات للأهالي وبأسعار أقل حتى من السعر التي وضعته الحكومة الجديدة.
يقول عمار السبع – مدرّس، أنه كان يحصل على جرة غاز واحدة فقط خلال ثلاثة أشهر وهي بالطبع لا تكفي على الرغم من أن سعرها كان أقل من الآن ولكن بالمقابل كان يضطر الى شراء جرات من خارج البطاقة الذكية حينها وكانت تكلفه أكثر من السعر الحالي، حيث تباع اليوم جرة الغاز بسعر يتراوح بين 225- 250 ألف ليرة سورية.
ويضيف عمار أن البنزين و مازوت التدفئة بات متوفرا وبكميات كبيرة وبجميع الأماكن والأوقات بعكس ما كان عليه الحال قبل سقوط نظام الأسد المخلوع وعلى الرغم من الأسعار مرتفعة بالنسبة للقدرة الشرائية للمواطن ولكن على الأقل يستطيع اليوم أن يجد تلك السلعة.