
A bundle of Syrian pounds and U.S. dollars is seen in Amman December 6, 2011. Jordanian money changers says on Tuesday demand on the Syrian pound has plummeted since unprecedented Arab economic sanctions against Damascus, and its exchange rate against the dollar has slipped on the black market by at least 7 percent to nearly 57 pounds. REUTERS/Ali Jarekji (JORDAN - Tags: BUSINESS POLITICS)
بين الليرة السورية والدولار الأمريكي والليرة التركية ضياع الأهالي والأسعار
سارة الأحمد – حماة
لا نعنع ولا بقدونس ولا حتى “شو اسمو” ولا حتى الكثير من الكلمات التي كان يستخدمها المواطنون من اجل الدلالة على سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي قبل سقوط الأسد الذي فرض حظرا صارما على التعامل بغير الليرة السورية ما أنهك الناس وأنهك معهم الاقتصاد الذي كان حكرا على فئة معينة من الأهالي ممن لديهم ارتباطات مع النظام السابق بالتعامل بالدولار فقط.
ولكن مع السماح بالتعامل بالقطع الأجنبي والبدء بتسعير المواد الأولية والخدمية كالمحروقات بالدولار الأمريكي وجد أهالي مدينة حماة أنفسهم أمام معضلة جديدة في الدفع حيث تختلف تسعيرة البنزين على سبيل المثال بين أن تدفع بالدولار وأن تدفع بالليرة السورية اختلافات كبيرة.
يقول أبو يزن خراط – سائق تكسي أن سعر البنزين اليوم في محطات الوقود حسب النشرات الرسمية 1.29 دولار للتر الواحد في حين ان سعره بالليرة السورية 22000 ليرة، وإذا ما قمنا بعملية حسابية بسيطة نجد أن سعره بالليرة السورية موضوع على أساس سعر الدولار 17000 في البنك المركزي.
تلك المعضلة يزيد من حدتها عدم قبول جميع محطات الوقود البيع بالدولار الأمريكي بحجة عدم وجود فكّة لإرجاع الباقي للزبون ناهيك عن أن المحطات التي تقبل الدفع بالدولار تبيعه بسعر 1.39 دولار وهو أعلى من التسعيرة الرسمية.
ويضيف أبو يزن لصحيفة حماة اليوم أنه يقتات من مدخول عمله على سيارة الأجرة ولكنه اليوم لا يعلم ما هو المبلغ الذي سوف يطلبه من الزبون فكل ساعة تتغير الأسعار وفي أغلب الأيام يجد نفسه أنه لم يجني أية أرباح من عمله وهو ما أثر بطبيعة الحال على القدرة الشرائية له ولعائلته.
صحيفة حماة اليوم تواصلت مع مديرية التموين في مدينة حماة للوقوف على المشكلة ولكن وبحسب مسؤول التسعير في المديرية أبو خالد فإن الأولوية اليوم لضبط أسعار المواد التموينية ومن ثم ينتقلون الى المحروقات.
وأضاف أبو خالد أنه لا يوجد لديهم تصور حقيقي حول ما سيتم اتخاذه من قرارات من أجل الانتهاء من هذه المشكلة وخاصة إذا ما تم فتح السوق المحلية للتداول الحر وهنا يكون المواطن هو سيد نفسه بالبحث عن محطات الوقود التي تبيع المحروقات بسعر أرخص من غيرها والشراء منهم.
تقول ميساء قندقجي – أربعينية وموظفة لدى الشركة العامة للمياه أن ذات المشكلة التي يعانيها الشارع الحموي في الحصول على المشتقات النفطية يعانيها أيضا في الحصول على الغاز المنزلي التي ارتفع فيها ثمن أسطوانة الغاز لما يقارب 215 الف ليرة سورية بسعر 13 دولار للأسطوانة الواحدة.
وترى ميساء أن مشكلة الغاز أكبر لدى الأهالي لأنها كانت تباع لهم على أساس سعر مدعوم من الحكومة وبسعر لا يتجاوز 20 ألف ليرة سورية وغير مدعومة بسعر 150 ألف ليرة سورية.
وكان بنك سوريا المركزي قد عدل سعر الصرف خلال يوم واحد من 12500 ليرة لكل دولار إلى 15000 ليرة للدولار الواحد في نشرته التي أصدرها صباح الثلاثاء 17 ديسمبر الحالي.