تهميش العلم وتدهور التعليم في المدارس الحكومية في حماة

مصدر الصورة “غوغل”

إياد فاضل – حماة

يعاني قطاع التعليم في المدارس الحكومية من الآثار الجانبية للحرب في سوريا التي استمرت لعقد من الزمن وما زال مستمرا حتى اليوم، ما ألقى بظلاله على جودة التعليم في المدارس الحكومية إلى أن أصبحت تلك المدارس مهمشة عند الأهالي الذين راحوا يستثمرون أطفالهم في المدارس الخاصة لضمان حصولهم على حقهم في التعليم الجيد.

يقول الأستاذ إحسان العبد الله – موظف سابق في مديرية التربية في حماة أن السبب الأساسي لتدني التعليم في البلاد لم يكن وليد الحرب وما نتج عنها من انهيار للمنظومة المدرسية بل إن السبب يعود لتفشي الفساد الإداري في قطاع التعليم حتى قبل الحرب في سوريا.

ويضيف العبد الله أنه في الأعوام التي سبقت الحرب كانت بداية العام الدراسي هي مناسبة كبيرة للمتعهدين ومدراء التربية ومدراء المدارس وبعض الموظفين الذين هم على صلة بشكل مباشر بالمباني المدرسية التي كانت تطرح بداية كل عام للترميم ولكن في الحقيقة لا يرمم شيء سوى أنهم يقومون بطلاء بعض الصفوف وغرف الإدارة.

من جهة أخرى تقول السيدة إلهام الحاج حسين – أستاذة العلوم التربوية والنفسية في جامعة حماة لصحيفة حماة اليوم أنه عندما يسقط مجتمع ما يصبح هذا المجتمع محكوما بنمط معين ومحدد من الاحتياجات الآنية للسكان والتي تتوافق مع الحالة التي سقط وتدهور فيها هذا المجتمع.

ومن وجهة نظر السيدة إلهام فإن التعليم في المدارس الحكومية في حماة بدأ بالانحلال مطلع العالم 2015 عندما بدأت الحكومة السورية تستسلم وترفع الرايات البيضاء لعدم قدرتها على تأمين مستلزمات هذا التعليم من كتب مدرسية وأساتذة بعد أن أجبرتهم الحرب على الخروج من سوريا من أجل تحسين وضعهم المادي والمعيشي، أما من بقي منهم فقدم استقالته وانتقل للتدريس في المدارس الخاصة والمعاهد التي تعطي المدرس أجورا تتماشى مع الحالة الاقتصادية للبلاد.

كتب محلولة ودوام عالماشي

الاستسلام الحكومي لتحسين الواقع التعليمي في المدارس الحكومية في حماة نتج عنه عدم قدرة الحكومة بحسب تعبيرها على طباعة الكتب الجديدة وتوزيعها بشكل مجاني كما هو معمول به في البلاد حيث تتغنى حكومة الرئيس السوري بمجانية التعليم، ما أدى إلى توزيع الكتب ذاتها عاما بعد عام وغالبا ما تكون ممزقة ومحلولة لا يمكن للطالب أن يستفاد منها بشيء.

تشرح السيدة خولة خراط – والدة أحد الطلاب في الحلقة الأولى في مدرسة مصطفى كامل في حي العليليات في حماة أنهم قاموا بتوزيع كتب محلولة ومهترئة لابنها مع بداية العام الدراسي ما جعل الطفل يستسهل حل الواجبات المنزلية ولا يلقي بالا للتفكير وابتكار الحلول.

وتضيف الخراط أن الدوام المدرسي الذي ستمر لأكثر من خمسة ساعات تتضمن ستة حصص درسية وبالنهاية يعود الطفل الى المنزل بواجب واحد فقط !! فأين باقي المواد والواجبات وهل يوجد معلمات أساسا لتلك الصفوف.

كثيرة هي الأسئلة التي يتم طرحها بشكل متكرر على مديرية التربية ووزارتها في الحكومة السورية ومنها لماذا لا تفرضون رسوما رمزية على الطلاب و تتخلوا عن فكرة التعليم المجاني الفاشلة من أجل ترميم ما يمكن ترميمه للطلاب ممن لا يملك أهاليهم المال لتسجيلهم في المدارس الخاصة.

نوفمبر 26, 2024 |

التصنيف: مجتمع حمويات |
الوسوم: التعليم

شاركها مع أصدقائك!

اقرأ أيضاً