
بنصف ثمنها.. تربية المواشي في حماة خسارة يومية للمربين
مصدر الصورة “غوغل”
مؤيد الأشقر – حماة
على الرغم من الانخفاض الكبير في أسعار المواشي في سوق حماة إلا أن غلاء الأعلاف مع دخول فصل الشتاء وغياب المراعي الخضراء يدفع المربين للعزوف عن تربية المزيد من المواشي في ظل الظروف الراهنة ذات الجدوى الاقتصادية المعدومة حيث أن أسعار الأعلاف تمنع المربين من الربح وخاصة مع الهبوط الحاد في أسعار المواشي.
يقول أبو بدر – خمسيني وهو مربي للمواشي منذ عقدين من الزمن: ” ليست المشكلة هي غلاء أسعار الأعلاف فقط بل المشكلة الحقيقية تكمن في هبوط أسعار المواشي بسبب العرض الكبير لها في السوق مما يجعل التناسب بين تكاليف التربية والمبيع غير مجدية”.
ويضيف أبو بدر أن أغلب المربين في الوقت الحالي يقومون ببيع قسم من مواشيهم من أجل الحصول على المال لتمويل شراء الأعلاف لباقي القطعان لديهم ما أدى إلى حصول تخمة في السوق من كثرة العرض وضعف الطلب ما انعكس بدوره على أسعار تلك المواشي في حماة.
وبحسب أبو بدر فإن هذه المشكلة تواجه المربين كل عام تقريبا عند بداية الشتاء وعدم توفر المراعي الخضراء ولكن في الوقت ذاته كان المربي يستطيع تعويض خسارته من خلال تصدير تلك المواشي إلى دول الجوار وهو خيار غير متاح حاليا بسبب الأوضاع الأمنية السيئة في لبنان.
يمتلك أبو عبد الرحمن قبش 200 رأسا من الأغنام في سوق المزارب في مدينة حماة وهو تاجر قديم في هذه المصلحة ويشرح لصحيفة حماة اليوم السبب وراء خسارة المربين خلال المرحلة الحالية ويقول: ” اشتريت مطلع الشهر الفائت الحالي 20 رأسا من الأغنام بمتوسط أسعار يصل إلى مليونين ليرة سورية (130 دولار تقريبا) ولكن في الوقت الحالي انخفض سعر كل رأس حوالي ال 500 الف ليرة سورية بسبب العرض الكبير للمواشي في السوق، ويكلف الرأس الواحد من الأغنام خلال الشهر الواحد ما يقرب من 250 الف ليرة سورية أي أن كل رأس خسر 500 الف ليرة بالإضافة لثمن العلف 500 الف ليرة خلال شهرين”.
وبحسب أبو عبد الرحمن فإن تجارة المواشي اليوم غير مجدية وأرباحها معدومة تماما اذا لم نقل أنها تخسر في كل شهر ثمن طعامها، ويعول أبو عبد الرحمن على قادم الأيام لتعويض خسارته الحالية بعد أن شهدت حماة هطولات مطرية جيدة خلال الفترة المنصرمة.
ويعزي مربوا الأغنام والمواشي في حماة السبب وراء تلك الخسائر الاقتصادية الكبيرة إلى الارتفاع الجنوني لأسعار الأعلاف في السوق السوداء وخاصة بعد الانخفاض الكبير في كميات العلف التي يتم تسليمها الى المربين من قبل الدولة السورية، ما يدفع المربي بطبيعة الحال إلى شراء تلك الأعلاف بأضعاف أثمانها في السوق السوداء.
ويشير حسان العبود – دلال في سوق الغنم في حماة إلى أنه يوجد خسارة جديدة يتكبدها المربي وهي أجور النقل التي تترتب عليه عندما يحضر الأغنام إلى السوق من أجل بيعها وفي نهاية اليوم يعود بها إلى المنزل ويدفع أجور النقل دون أن يبيع حتى رأسا واحدا.
ويطالب العبود عبر صحيفة حماة اليوم المسؤولين عن توزيع الأعلاف إلى إيجاد حلول سريعة وتوفير تلك الأعلاف للمربين بأسعار تنافسية ومدعومة قبل أن ينها سوق الماشية في حماة بشكل كلي.