الصور خاصة لصحيفة حماة اليوم
إياد فاضل – حماة
في توقيت غير مناسب ومع بداية العام الدراسي في سوريا قررت الحكومة السورية تخفيض حصة وسائل النقل الداخلي من المشتقات النفطية إلى النصف دون الإعلان رسميا عن ذلك، حيث تم إخبار سائقي وسائل النقل الداخلي بأن حصتهم من المازوت قد تم تخفيضها ليصار إلى تعبئة مخصصاتهم كل يومين وليس كل يوم كما جرت العادة وبالطبع لا يوجد مخصصات لأيام العطل الرسمية.
هذا التخفيض انعكس بشكل سلبي على الشارع في حماة حيث شهدت شوارع المدينة حالة من الفوضى في الصباح أثناء توجه الطلاب إلى مدارسهم والموظفين إلى مؤسساتهم، بالإضافة لحالة من التسيب من أصحاب الميكروباصات وخاصة عند نهاية الدوام الرسمي.
يقول عبد الله خلف – طالب، أنه يضطر يوميا ومنذ بداية العام الدراسي للمشي لأكثر من ساعه في كل صباح بسبب عدم وجود وسائل للنقل حيث يسكن عبد الله في ضاحية الشهيد وكليته في جنوب الملعب.
ويضيف عبد الله أنه غير قادر على تحمل أجور النقل الخاصة (التكسي) يوميا للذهاب والعودة من وإلى الكلية حيث تبلغ تكلفة الطريق 100 ألف ليرة سورية ذهابا وعودة مما يضطره الى الوقوف لساعات على مواقف الباصات أو المشي لمسافات طويلة من اجل الوصول إلى البيت.
أبو عمار الدالي – سائق مكروباص تحدث لصحيفة حماة اليوم عن المشكلة من وجهة نظره، حيث تم تخصيص كمية 25 لترا من المازوت كل يومين وهي لا تكفي ليوم واحد أساسا مما يضطره إلى العمل نصف يوم أو أن يعمل يوما ويعطل يوما وهو ما انعكس بشكل فوضوي على السكان والطلاب ومن هم بحاجة إلى وسائل النقل يوميا من أجل الوصول إلى وجهاتهم المختلفة.
من جهتها قالت فاتن خرسة – موظفة، أن سائقي المكروباصات لا يكملون السير على خطوطهم ويقومون باختصارها من أجل توفير الوقت والمازوت مما يترك المئات من المواطنين دون مواصلات.
وبحسب فاتن فإن المكروباصات المخصصة لمكان سكنها في القصور لم تعد تكمل دورتها وباتت تسير على الشوارع الرئيسية بعيدا عن منزلها مما يضطرها يوميا للمشي لاكثر من 20 دقيقة للوصول إلى مكان سير الميكروباصات وبعدها عليها الانتظار لحين وجود ميكروباصات لتقلّها إلى وجهتها.
يقول عمر موظف في مديرية النقل في حماة، بأنه أصبح بحاجة الخروج من منزله قبل ساعة من دوامه لضمان إيجاد وسيلة نقل إلى عمله، وذلك مع عشرات المنتظرين بجانبه من طلاب المدارس والجامعات والموظفين والآنسات، فأزمة المواصلات خلقت فوضى كبيرة على مستوى المحافظة بأكملها، وبدأت الأسواق تشهد فراغاً كبيراً بسبب عدم قدرة الأهالي على النزول إلى الأسواق وعدم ضمان وجود وسائل نقل تعيدهم لمنازلهم.
ويسخر مواطنون من الحلول التي قدمتها الجهات المسؤولة في شرطة المرور و محافظة حماة حيث تم نقل مواقف الميكروباصات من شارع المرابط إلى شارع القوتلي من أجل التخفيف من إزدحام المواطنين على المواقف وإغلاق للطريق في شارع المرابط أمام حركة السير.
“صورة بعدسة مراسل صحيفة حماة اليوم للازدحام في ساحة العاصي”
فريق “حماة اليوم” وخلال جولته الميدانية تم التأكيد على أن الأزمات الأكبر في المدينة تقع في دوار باب طرابلس صباحاً، وفي حي البعث، وفي حي جنوب الملعب، وكذلك في موقف ملجأ الأيتام، الذي من الواجب إيجاد حلول بديلة في أسرع وقت ممكن وتولية إهتمام أكبر للرقابة الحكومية على سير الميكروباصات وعملها على الخطوط بشكل دقيق وخلال المدد المحددة للعمل.
وتعد مشكلة النقل الداخلي وما يترتب عليها من فوضى بشرية في الشوارع من المشاكل المستمرة في كل مرة تقول فيها الحكومة السورية أن تأخرا في التوريدات النفطية قد طرأ وبأنها بحاجة إلى تقنين العمل بالمشتقات النفطية لتغطي أكبر وقت ممكن دون انقطاع الخدمات بشكل كامل بحسب تعبيرهم.