
دعوات نسائية للمنظمات الدولية والمحلية بفتح مشاريع لتوفير فرص عمل
نسبة للظروف المعيشية المأساوية التي يعيشها الأهالي في محافظة حماة، ونقص عدد الشباب السوري وهجرة معظمهم خارج البلاد بحثاً عن مستقبل أفضل، أُجبرت النساء للخوض في سوق العمل بشكل ملفت في السنوات الثلاث الأخيرة، لـ غياب المعيل، وسعياً في تأمين قوت يومي عوائلهم، في ظاهرة أخذت منحاً متزايداً في محافظة حماة بشكل خاص لم تعتاده من سابق.
ثناء ناشطة حقوقية معارضة للحكومة السورية في حماة، تحدثت لـ “حماة اليوم” بأنها ترى هذه الظاهرة إيجابية وليست سلبية، فالمرأة باتت تدخل في جميع مفاصل المجتمع، ومن الواجب دخولها في سوق العمل وفتح أبواب تطور عملها على مصراعيه، شريطة العمل الذي يحفظ حقوقها ويصون كرامتها، ويراعي خصوصية المجتمع والبيئة التي تعيشها، وضمان عدم سلوك الفتيات لطرق الكسب الغير شرعية بحثاً عن لقمة العيش.
في حين حملّت ثناء مسؤولية الأعمال الغير شرعية التي وجدت فئة قليلة من الفتيات سبيلاً للعيش، للحكومة السورية التي لم تهيأ للفتيات السوريات مشاريع عمل تضمن لهم حقوق كريمة تناسبهم، بالإضافة إلى عدم دعم العائلات التي لا تملك معيلاً التي أجبرت من خلالها بشكل غير مباشر فتيات هذه العائلة للعمل في أي شيء يؤمن حياة جيدة لعائلتها.
كذلك تقع جزء من المسؤولية على عاتق أرباب العمل، الذي يسعون في قبول عمل الفيتات لديهم نظراً للرواتب القليلة التي من شأنها القبول به، وعدم إنصاف عملها الذي تقوم به كما يقوم به أي شاب، وهذا يعتبر إجحاف كبير في حق عمل الفتيات في الأسواق السورية وخاصة في حماة، مما أضطر الكثير من الفتيات للجزء للعمل في عملين بدوامين صباحي وآخر مسائي لتأمين مردود مالي أفضل.
هدى شابة عشرينية جامعية تدرس في التعليم المفتوح بحماة، تقول بأنها تعمل في شركة تجارية كمحاسبة في الدوام الصباحي وتتقاضى 400 ألف ليرة سورية، فيما أن زميلها محاسب آخر يتقاضى 700 ألف، ورغم مطالباتها العديدة لصاحب العمل برفع أجرها، ولكنه كان يرفض ودائما ما تكون إجابته بأنها إن أرادت ترك العمل فهنالك العشرات غيرها يبحثون عن مثل هذه الفرصة، مما أضطرها للعمل في محل لبيع الألبسة النسائية في سوق حماة من الساعة الثالثة عصراً حتى الساعة الثامنة مساءاً، فيما أنها أضطرت لإهمال دراستها نظراً لعملها رغم أن دوامها في جامعتها يومي الجمعة والسبت فقط، ولكنها تنظر إلى أنها بذلك حرمت من الراحة بشكل كامل طيلة أيام الأسبوع.
وعن أسباب اضطرارها للعمل، قالت بأنها تعيل عائلتها المكونة من أب ستيني متقاعد يتقاضى مئتي ألف ليرة سورية شهرياً راتبه التقاعدي، وأم لأربعة أبناء، أحدهما شاب أضطر للسفر إلى أربيل هرباً من الخدمة الإلزامية، وآخر في الثالث الإعدادي والأصغر في المرحلة الإبتدائية، وسوء الأحوال المادية لعائلتها أجبرها على السعي لمساندة أبيها في مصروف منزلها ولضمان إتمام تعليمها لعدم قدرة والدها على دفع تكاليف جامعتها التي تحتاج إلى 300 ألف ليرة سنوياً ثمناً للتسجيل في التعليم المفتوح.
وأضافت بانها ترفض قبول أي مساعدة مالية من الجمعيات أو أهل الخير، لضمان عدم مد أيدي عائلتها بسبب حالتهم المادية السيئة، ولو أضطرها ذلك إلى البحث عن فرصة عمل أخرى.
وتحدثت بأن البطالة اليوم لم تعد حكراً على الشباب، فاليوم المئات من الفيتات في حماة باتوا بحاجة عمل ولا يجدون فرص جيدة، وفيما إذا وجدت فالأجور الشهرية لا تتجاوز الـ 500 ألف ليرة سورية، من جهة أخرى التنافس الكبير بين الراغبين بالعمل وقبولهم بأي راتب شهري يعطي صاحب العمل مجالاً لتسريح الموظفات المتواجدات لديه وقبول أخريات نظراً لقبولهم برواتبهم شهرية أقل، وذلك لقلة فرص العمل المتوفرة في حماة والمناسبة لعمل الإناث.
موظفة في إحدى المنظمات المحلية في حماة، رفضت التصريح عن هويتها لدواعِ أمنية، ذهبت برأيها بأن فرص العمل قد تتوافر للفتيات بشكل أكبر في العاصمة السورية دمشق، والساحل السوري، نظراً لإنفتاح تلك المحافظات على عمل الفتيات منذ بداية الأزمة، فيما أن محافظة حماة ما زالت تتحفظ على عمل الفتيات في سوق العمل، وهذا ما يضيّق الخناق على عمل الفتيات نظراً لندرة الفرص المناسبة والتي تضمن ظروف عمل شريفة لهنّ.
وناشدت في حديثها المنظمات الدولية والمحلية بضرورة فتح مشاريع نسائية، وتكون هذه المشاريع لعمل الفتيات فقط، ممن هم بحاجة العمل و يعتبرون المعيل الوحيد لعوائلهنّ، من أجل فتح فرص عمل مناسبة وبيئة عمل جيدة تضمن قبول العائلات بعمل بناتهم فيها.
وشدّدت على أن جميع المنظمات تذهب لدعم العائلات بسلل غذائية وأمور طبية، فيما أن الحاجة الفعلية هي توفير فرص عمل ومشاريع عمل مفتوحة للنساء العازبات والمتزوجات على حدّ سواء، في سبيل تأمين مردود مالي مستمر يضمن لهنّ معيشة كريمة.
ومن أهم المشاريع المقترحة هي فتح مشاريع عمل منزلية، كمعامل صناعة المنظفات، والإكسسوارات النسائية، والخياطة، ومشاريع شركات الاستقصاء والعمل الانساني التي يعتبر الأنسب لعمل الفتيات في محافظة حماة، التي هي بحاجة اليوم لهذه المشاريع وفتحها للنساء أكثر من أي وقت سابق مع التدني الكبير في المستوى المعيشي.
(الدولار الأمريكي =14800 ليرة سورية في سعر صرف السوق السوداء)
وسوم
تابعونا على وسائل التواصل
اقرأ أيضاً
مايو 6, 2025
يزن شهداوي – حماة اختلفت الآراء مؤخرا داخل المجتمع المحلي في مدينة حماة، إثر إزالة مجلس مدينة حماة للأكشاك والمخالفات و “البسطات” العشوائية، على المدارات […]
أبريل 21, 2025
إياد فاضل – حماة في خطوة تهدف إلى استعادة الوجه الحضاري للمدينة وتنظيم استخدام المساحات العامة، أصدرت بلدية مدينة حماة إنذارًا نهائيًا لأصحاب الأكشاك والمتعدين […]
أبريل 1, 2025
مركز حماة الإعلامي تابع فريق مركز حماة الإعلامي “صحيفة حماة اليوم” عبر منصّاته على وسائل التواصل الاجتماعي المطالبات الأهلية بوضع ضوابط لقيادة الدراجات النارية، والحد […]
مارس 22, 2025
مركز حماة الإعلامي ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي ظهر اليوم عن إطلاق رصاص في منطقة الحاضر الكبير في حماة قرب مطعم العطار، والقبض على شخصين والترويج […]