حقيقة وتفاصيل حول إنقطاع طريق حماة حمص الدولي 

مصدر الصورة اثر بريس

نضال الياسين- حماة

أعلنت الحكومة السورية يوم الأحد 4 شباط\ فبراير، عودة فتح طريق أوتستراد حماة حمص وذلك بعد قطعه من قبل “مسلحين” مجهولين بحسب رواية الحكومة السورية عند مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، والذي يقع في منتصف الأوتوستراد تقريبا.

 

أبو علي، رجل خمسيني من مدينة الرستن بريف حمص الشمالي، تحدث لـ “حماة اليوم” عن خروج مجموعة شبّان، ملثمين، مدججين بالسلاح،  قامت بقطع الطريق العام عند المنطقة الواصلة بين مدينة الرستن وتلبيسة، ومنعت السيارات المارّة من العبور عبرها من مدينة حماة إلى حمص وبالعكس، في صباح يوم الجمعة الثاني من شباط\فبراير.

 

وأضاف بأن هؤلاء الشبّان من أبناء مدينة تلبسة ذاتها والقرى المجاورة لها، ولكن لم تعرف ماهيّة عملهم، أو تبعيتهم الأمنية التي استندوا إليها في قطع الطريق، خاصة بأن المدينة تتواجد فيها نقطة حماية روسية تتواجد على الطريق العام، وتواجد مركز شرطة أيضاً، ولكن النقطتين لم تقم بأي ردّة فعل حيال قطع الطرقات، وأُحيل الأمر بشكل مباشر إلى وجهاء المدينة والأعيان فيها، لحل المشكلة دون تدخل أمني من الحكومة السورية.

 

وأكّد بأن القطع تم حلّه مساء يوم السبت، عبر الوصول إلى أعيان عائلات الشبّان التي قطعت الطريق العام، وتم إنسحاب مجموعة الشبّان، دون ملاحقتهم أمنياً، أو تدخل أمني للقبض عليهم.

 

مضيفاً بأن أهالي مدينتي الرستن وتلبيسة تعيش حالة ذعر وهلع بسبب التجاوزات الأمنية التي تسود المنطقة، ورفع الحكومة السورية يدها الأمنية عن المنطقة وعن ما يحصل فيها، رغم وجود مراكز أمنية على مداخل المدينة ومخارجها تتبع لفرع الأمن العسكري في حمص.

 

كريم، شاب ثلاثيني يعمل في بيع المحروقات الحر على الطريق العام (حماة-حمص) قرب مدينة تلبيسة، أفاد بأن مجموعة الشبّان هذه قامت بقطع الطريق إحتجاجاً على عدم حماية النظام للمواطنين من أهالي المنطقة، وكوسيلة فضح التجاوزات الأمنية والفلتان الأمني الذي يسود البلاد، وذلك بسبب إختطاف إمرأة من عائلة أحد هؤلاء الشبان على الحدود السورية اللبنانية عند سفرها إلى لبنان “بطريقة غير شرعية” عبر الحدود المارّة من ريف حمص في منطقة القصير، ورغم مطالبات العائلة للجهات الأمنية بمتابعة الموضوع وإعادة المرأة من أيدي الخاطفين وعدم وجود أي رد ملموس، قاموا مجموعة من شبّان العائلة وأصدقائهم بقطع الطريق والتجمع لإظهار وكشف قدرة أي مجموعة بقطع الطريق عنوةً دون وجود سلطة أمنية تمنع ذلك.

 

وتحدث كريم بأن مجموعة الشبان هذه لم تعمل على إيذاء أو خطف أي أحد من المارّة، ولكنهم منعو العبور بين كلتا المدينتين حماة وحمص، وبشكل لائق، وكانت مطالباتهم واضحة بأن الطريق لا يفتح سوى بعد تقديم وعود حقيقية بمتابعة قضية المرأة المخطوفة وإعادتها إلى عائلتها في أقرب وقت، مع التأكيد بان الشبان تحدثوا بأن الخاطفين هم من مجموعات الحكومة السورية ذاتها التي تعمل على تهريب البضاعات والأسلحة بين كلا البلدين في إشارة إلى لبنان وسوريا.

 

“لولا تدخّل وساطة الوجهاء والأعيان في المنطقة، فإن طريق حماة حمص ما يزال مقطوعاً إلى الآن، ما يعني فصل المناطق السورية عن بعضها بسبب الموقع الجغرافي وأهميته طريق حماة حمص الدولي الذي يصل المدن والمناطق الشمالية السورية بالعاصمة السورية دمشق والمحافظات الأخرى، ولكن تدخل الوجهاء دوناً عن التدخل الأمني كان ذو جدوى إيجابية في إقناع الشبّان بالانسحاب”.

 

وأشار إلى أن الطريق منذ إنقطاعه وحتى بعد إعلان فتحه بشكل طبيعي، لم يشهد حركة جيدة بسبب الخوف الكبير من قبل أهالي المحافظات السورية من المرور عبره نسبةً إلى الإشاعات والخوف من الفلتان الأمني الذي يشهده، مع الحديث عن عدد من عمليات اختطاف حصلت في الآونة الأخيرة لعدد من الشبّان ممن دخلوا إلى مدينة تلبيسة من أجل شراء مواد غذائية مهربة، ولكن لا يوجد اي حادثة موثقة بالاسم تؤكد ذلك حتى الآن.

 

“أثر برس” موقع موالي للحكومة السورية، تحدث بأن رئيس مجلس مدينة تلبيسة بريف حمص قال ” ويجري العمل على عدم تكرار ما حدث في المدينة، مؤكداً أن حركة السير على طريق حمص – حماة طبيعية”، كما أشار للموقع ذاته بأن المرأة تمت إعادتها إلى ذويها دون الخوض بتفاصيل عملية الإعادة.

 

كما نوّه الموقع بشكل مباشر إلى وجود فلتان أمني تشهده المدينة بشكل عام منذ فرض الحكومة السورية سيطرتها على المدينة في عام 2018، ” ذكر أنه ومنذ استعادة السيطرة على مدينة تلبيسة عام 2018، وهي تشهد توترات أمنية عدة إذ هاجمت عناصر مسلحة العام الماضي ناحية المدينة على خلفية اعتقال شخصين مطلوبين من تجار المخدرات إضافة إلى وقوع خلافات بين العناصر المسلحة تتحول إلى اشتباكات ومنها أفضت إلى مقتل المدعو “أبو جنيد” المطلوب بعدة إذاعات بحث.

فبراير 16, 2024 |

التصنيف: حماة اليوم |
الوسوم:

شاركها مع أصدقائك!

اقرأ أيضاً