الجمارك في حماة “جباية مالية جديدة لعام 2024” 

مصدر الصورة “غوغل”
ينال كريم- حماة

حملات جديدة بدأت تنطلق في محافظة حماة، هدفها الظاهري “مكافحة التهريب”، فيما أعتبرها كثيرون من أهالي مدينة حماة “جباية مالية جديدة عن عام 2024″، افتتحت بها الحكومة السورية عامها الجديد في المحافظة، لتحصيل رشاوى وخوّات مالية من التجار ورؤوس الأموال في المحافظة.

شملت الحملات بحسب الناشط الميداني المعارض في حماة عامر الياسين، عدد كبير من التجار في مدينة حماة، تركزت هذه الحملات على محال بتجارات متفرقة في ساحة العاصي بحماة، أبرز هذه المحال كانت من تجار الاجهزة المحمولة، وإكسسواراتها، بالإضافة إلى محال الأدوات الكهربائية، والساعات، وأصحاب أدوات التجميل، وتجار الأدوات المنزلية، كما شملت عدداً من مستودعات الأغذية، وأعتبرها كثيرون بأنها كانت الأشمل و الأقوى منذ عامين إلى اليوم.

وأضاف الياسين “لم تكن الحملة هذه المرة من جمارك دمشق فقط، بل تم توزيع المحال كلّ حسب ثقله التجاري في المحافظة، جمارك دمشق تكفلّت بمداهمة التجار الكبار وأصحاب النفوذ في حماة، فيما توجهت جمارك حماة بمداهماتها على محال الساعات والأغذية وإكسسوارات أجهزة المحمول، مع ترفيق من فرع أمن الدولة في حماة”.

وأكّد بأن المداهمات حصدت ملايين الليرات السورية من كل محل، مع مصادرة الكثير من البضائع وبخاصة المواد الغذائية، ولكن جميع المحلات التي تمت مداهمتها كانت مركزة ومبنية على تفاصيل ومعلومات، من الواضح أنه تم الوشاية عنها عبر أذرع أمنية متواجدة داخل السوق الحموي، ومن تجارها، بحسب الياسين.

أبو محمد، تاجر مواد غذائية في حماة خمسيني العمر، تعرّض لمداهمة من جمارك حماة، قال بأن أربعة سيارات إقتحمت محله، وطلبوا منه الفواتير لجميع البضاعات المتواجدة داخل المحل، وتم التفتيش في كل أنحاء المحل، حتى عبوات وأكياس المواد الفارغة تم أخذها، وعقب ذلك بدأ تدقيق المواد بناء على الفواتير، ورغم عدم وجود أي شيء مخالف داخل محلي، لكنهم عثروا على عبوات فارغة من مشروب الطاقة المهرّب من ماركة “جاك”، هذا الأمر الذي تم بناء الضبط الجمركي عليه، وبدأ المفاوضات من أجل حل هذا الموضوع.

يكمل أبو محمد ما حصل معه إبّان المفاوضة على الرشوى، يقول “بعد تحذيري بأن ضبطي الجمركي قد يصل إلى حوالي 65 مليون ليرة سورية (بسعر صرف 15400 ليرة سورية لكل دولار أمريكي واحد) مع مصادر عدد من البضائع التي لم يتم التأكد من فواتيرها ومصدرها، تم الإتفاق على رشوة للضابط المسؤول بقيمة 30 مليون ليرة سورية، وأخذ عدداً من البضائع كالأرز، والسكر، وإتلاف الضبط الجمركي دون تحوله إلى المحكمة.

ويضيف بأنه يعتبر من التجار القليلين ممن لم تتجاوز خسائره ال34 مليون ليرة سورية، فقد وصلت الرشاوى عند تجار آخرين إلى 75 و100 مليون ليرة سورية، فيما أن جمارك دمشق كانت يد ضاربة على التجار وخاصة ذوي النفوذ، حيث أن الأوامر القادمة من دمشق كانت واضحة بتحصيل مبالغ محددة يجب جبايتها من التجار في حماة لإيصالها إلى دمشق خلال ثلاثة أيام، وهذا ما لاحظه التجار ممن داهمتهم دوريات جمارك دمشق إبّان رفضهم الرشاوى، وإصرارهم على كتابة الضبط الجمركي وتحويلهم إلى القضاء المختص.

عبد الرؤوف، تاجر شاب لإكسسوارات أجهزة الموبايل في حماة، قال بأنه تعرض منذ العام الماضي إلى مداهمة جمركيه، دفع حينها مبلغ يقارب العشرون مليون ليرة سورية، قيمة مخالفته الجمركيه إثر القبض على بضاعات مهربة من لبنان في محله، ولكن أمله بأنه في أمان بعد دفع المبلغ المتوجب عليه، وأمله في عدم عودتهم بالمداهمة على محله، عاود تجارته ببيع الإكسسوارات المهربة كـ أجهزة شحن المحمول، والبارو بانك، وغيرها من الإكسسوارات، لكن خاب أمله، وعاودت دوريات جمارك حماة لـ مداهمته من جديد، وتغريمه بقيمة 100 مليون ليرة سورية، مع مصادرة البضائع.

ويتحدث عبد الرؤوف بأن بضاعته تم طرحها على المزاد العلني من أجل بيعها بشكل قانوني مجمرك، ليعاود شراء بضاعته ذاتها “بالكيلو غرام”، حيث أن المزادات على البضاعات المتفرقة يتم بيعها ضمن مزادات علنية في أمانة جمارك حماة، عبر الوزن فقط، دون تحديد النوع والتفاصيل، ليعاود شراء بضاعته من جديد، ومعاودة بيعها ولكن مع تصريح جمركي قانوني من الجمارك ذاتها.

وقال “هذه المداهمات ورغم الوعود الكاذبة من غرفتي التجارة والصناعة في حماة في عدم تعرّض الجمارك للمحافظة من جديد، بعد الصفعات التي تعرضت لها من الخوّات والرشاوى التي دفعها معظم تجار حماة لقاء غض النظر عن هذه المحافظة وأسواقها، عملت على قتل الحركة التجارية في المدينة علاوةً عن سوئها بسبب الأوضاع الإقتصادية التي يعيشها المجتمع الحموي لفقر المعيشة وتدنيها المستمر”.

وختم حديثه بأن إغلاق التجار لـ محالهم والهجرة من البلاد، بدأت في تزايد كبير وواضح في حماة، وخاصة في سوق العاصي وعلى صعيد كافة المجالات، في خطر كبير يدق ناقوس الحركة التجارية في حماة مع إستمرار هجرة رؤوس أموالها خارج البلاد إلى مصر والإمارات والأردن.

يناير 30, 2024 |

التصنيف: حماة اليوم |
الوسوم: الجمارك

شاركها مع أصدقائك!

اقرأ أيضاً