مصدر الصورة “غوغل”
اياد فاضل – حماة
لم تعد مشكلة المريض هي تأمين أجور عيادة الطبيب فقط وخاصة بعد الارتفاع الجنوني في أسعار الأدوية الأخيرة التي وصلت حتى 100% على أغلب الأنواع و70% على الأنواع المتبقية، تلك الارتفاعات المتلاحقة في تسعيرة الدواء وجدت سخطا كبيرا لدى الأهالي من ذوي الدخل المحدود الذين يحتاجون إلى مرتب الشهر كاملا من أجل تغطية أجور الطبيب وثمن الأدوية وبالتأكيد إذا كان محظوظا ولم يستدن من أجل ذلك.
تقول الصيدلانية ايمان حبيب، انها تتعرض يوميا لمواقف محرجة مع المرضى الذين يأتون من أجل صرف الوصفة الطبية حيث تصل قيمة أصغر وصفة من الأدوية إلى 50 الف ليرة سورية (4 دولارات أمريكية) وهو ما يعادل ربع المرتب الشهري لأغلبية المواطنين.
اضطرت ايمان الى إغلاق الصيدلية لمدية يومين ريثما يتعرف المواطنون على الأسعار الجديدة بعد أن تهجم عليها أحد المرضى حين طلبت منه ثمن الأدوية، وتقول : “دخل إلى الصيدلية رجل خمسيني يحمل وصفة طبية تحتوي على صاد حيوي ومسكن ألم ومضاد تحسس فقط وكانت فاتورته 48 ألف ليرة، بدأ بالسباب والشتائم علي وعلى الصيادلة ونقابتهم وعلى معامل الأدوية وهددني بأنه سيقدم شكوى بحقي أمام القضاء”.
بالتأكيد لم تكن إيمان هي الوحيدة من بين الصيادلة الذين يتعرضون يوميا لمثل تلك المواقف بسبب عدم استيعاب المواطنين لتلك الارتفاعات المتتالية لأسعار الأدوية ولكنها اتخذت خطوة اعتبرتها حفاظا على مكانتها من المشاكل مع الزبائن وأغلقت صيدليتها يومين.
تقول أم احمد : “كنا نصنف الناس على أنهم من الطبقة الميسورة إذا دخلوا فنادق ومطاعم الخمسة نجوم ولاحقا عندما يتناولون الطعام في الخارج ولكن اليوم بات التصنيف على من يستطيع زيارة الطبيب ودفع أجور المعاينة والأدوية دون الاستدانة من أحد”.
وتضيف أم أحمد،( وهي أرملة تقوم بأعمال المونة في منزلها وتتقاضى عليها أجورا من أجل أن تصرف على أولادها الثلاثة القصر) “عندما يمرض أحد الأولاد فلا يمكنني الذهاب به إلى الطبيب فإما أن يشفى من تلقاء نفسه أو تسوء حالته ريثما يتم تأمين أجور الطبيب وثمن الدواء، على الرغم من أن بعض الأطباء يقدمون خدمة المعاينة بشكل مجاني للمحتاجين ولكن ثمن الدواء يكوي الروح وأقوم بالاستدانة من صاحب محل الخضار الذي أعمل معه من أجل شرائه”.
وتبلغ أسعار الادوية كما هي عليه في الوقت الحالي أرقاما مهولة حيث ثمن الصادات الحيوية تبدأ من 35 ألف ليرة وتصل حتى 60 الف ليرة (5 دولارات) فيما تتراوح أسعار المسكنات العادية بين 9000 – 15000 ليرة بالإضافة الى ارتفاع أسعار أدوية التحسس والرشح والكريب 100% عن السابق.