A bundle of Syrian pounds and U.S. dollars is seen in Amman December 6, 2011. Jordanian money changers says on Tuesday demand on the Syrian pound has plummeted since unprecedented Arab economic sanctions against Damascus, and its exchange rate against the dollar has slipped on the black market by at least 7 percent to nearly 57 pounds. REUTERS/Ali Jarekji (JORDAN - Tags: BUSINESS POLITICS)

الدولار المزور.. ظاهرة تعود للإنتشار بريف حماة الغربي 

مصدر الصورة”غوغل”
يزن شهداوي- حماة

تنتشر ظاهرة الدولار الأمريكي المزور جديداً في حماة، بعد قمع هذه الظاهرة من قبل فرع الأمن الجنائي في المحافظة في منتصف عام 2022، ليعاود تجّار الدولار المزوّر عملهم من جديد، ويتركز عمله بريف حماة الغربي في مناطق الغاب، وسلحب والسقيلبية.

وأخذت هذه الظاهرة بالانتشار، مع نقص حاد في الأسواق السوداء في حماة نتيجة قلّة بيع قطع الدولار الأمريكي، وزيادة الطلب عليه، مع إنتشار الإشاعات حول إرتفاع سعر التصريف مع نهاية العام إلى ما يزيد عن 15,000 بحسب الإشاعات في الشارع الحموي.

الدكتور الجامعي في كلية التجارة و الاقتصاد في حماة، ياسين، إسم مستعار لدواعِ أمنية، قال بأن إنتشار هذه الظاهرة اليوم ليست أمراً مفاجئاً، خاصة بان المروجين لهذه القطع هم أشخاص أمنيون، يعملون على نقل هذه القطع من مناطق الساحل السوري إلى المنطقة الوسطى، حماة وحمص، ولكن ما يميز هذا الإنتشار اليوم هو الإكتفاء بالمناطق الريفية البعيدة عن أعين الأمن الجنائي، واستغلال بساطة الفلاحين وبعض أهالي الأرياف، من أجل بيعهم هذه القطع بسعر أرخص من الأسواق، وندرة وجود أجهزة كاشفة للعملات المزورة في تلك المناطق.

ويعزو الدكتور ياسين بأن الإشاعات التي أخذت بالانتشار على وسائل التواصل الاجتماعي، كانت تمهيداً للإتجّار بالدولار المزور، نتيجة إزدياد الطلب بشكل كبير على القطع الأجنبي، وسط قبضة أمنية كبيرة من قبل المكتب السري وأمن الدولة على الأسواق السوداء في محافظة حماة منعاً للتجارة بالدولار الأمريكي، وملاحقة المتاجرين به حتى على صعيد فئات المئة دولار.

الشاب العشريني سهيل، يعمل في محل لبي أجهزة الموبايل في منطقة ريف سلحب بريف حماة الغربي، تحدث لـ “حماة اليوم” بأن الظاهرة بدأت بالإنتشار منذ منتصف الشهر الماضي، نوفمبر\تشرين الثاني، وأصبح البيع بأقل بحوالي (200-500) ليرة سورية عن الأسواق السوداء في المدينة والمناطق الأخرى، ولكن ما شاع بداية الأمر بأن تاجراً كبيراً في المنطقة بحاجة نقود سورية، ويعمل على بيع ما يملك من القطع الأجنبي وخفض السعر من أجل تحصيل المبلغ السوري في أسرع وقت، مما دفع عدد كبير من الفلاحين والتجار الصغار على السعي نحو شراء القطع الأجنبي مقابل مبالغ بسيطة يملكونها في منازلهم أرباحاً من حصاد الشهرين الماضيين.

وأكّد بأن المروجين لهذا الأمر كانوا من أبناء المنطقة، وكانوا يملكون  مبلغاً كبيراً من القطع المزورة، وكونهم أبناء المنطقة، أعطى هذه التجارة وثوقية أكثر للراغبين بالشراء، والطامعين بفرق السعر بين السوق السوداء في المدينة وفي سوق سلحب، ليتم كشف الامر عبر تاجر قام بشراء مبلغ يتجاوز الألفين دولار، وعند رغبته بدفع هذا المبلغ لأحد التجار ثمناً لبضاعته، تم الكشف عن التزوير لجميع القطع، مما أضطره للعودة إلى المروجين من أجل إعادة أمواله إليه، لينفضح الأمر ويصل بشكل مباشر إلى قسم شرطة سلحب، ليتم مداهمة المروجين والقبض عليهم وبحوزتهم مبالغ كبيرة من الأموال السورية، ومبالغ كبيرة من القطع المزورة، بالإضافة إلى كميات من الذهب.

مشيراً إلى “وجود شبكات ترويج للدولار المزور في عدد كبير من مناطق ريف سلحب، ومناطق الغاب بريف السقيلبية، ما زالت تعمل بشكل كبير إلى الآن، ولم يتم القبض عليهم”، بحسب ما علمه من مصادره داخل قسم شرطة سلحب، بعد التحقيق مع المقبوض عليهم من المروجين.
 

وقد حذّر المصرف السوري المركزي نهاية العام الماضي من إنتشار الدولار المزور في البلاد، بشكل علني وواضح، وذلك إثر كشفه عن كشفه عن ورود حالات متكررة من العملات الأجنبية المزورة، وتحديداً ما يتم كشفه أثناء دفع البدل النقدي للخدمة العسكرية.

داعياً حينها إلى الإمتناع عن التعامل بالقطع الأجنبي مع الجهات الغير مرخصة، مذكّراً بالعقوبات والأحكام التي فرضها القانون السوري والمراسيم الرئاسية الأخيرة التي تحذّر من التعامل بغير الليرة السورية، كوسيلة للدفع والشراء، والأحكام التي تجرم التزوير أو تزييف أو ترويج العملة المزورة المنصوص عليها في قانون العقوبات.

ديسمبر 22, 2023 |

التصنيف: حماة اليوم |
الوسوم: سعر الدولار

شاركها مع أصدقائك!

اقرأ أيضاً