مصدر الصورة “غوغل”

سارة الأحمد – حماة

على الرغم من التباهي المستمر من قطاعات الحكومة السورية المختلفة بزيادة الإنتاجية هذا العام من زيت الزيتون وتوفير مستلزمات عصره كالوقود للمعاصر وغيرها من تذليل الصعوبات، بالإضافة لقرار منع تصدير زيت الزيتون بسبب ارتفاع سعره عن المألوف في العام الماضي إلا أن كل تلك الإجراءات لم تجد نفعا هذا العام الذي شهد ارتفاعا كبيرا في أسعار الزيت الذي تجاوز فيه ثمن الكيلو الواحد المئة ألف ليرة سورية (سعر المفرق).

على أرض الواقع وبعيدا عن الكلام الإعلامي يقول السيد مصطفى الكرنازي – صاحب معصرة زيتون أن الموسم وفير وهناك زيادة في الإنتاج عن العام الماضي إلا أن السوق المحلية لا يصلها شيء من هذه الزيادة، حيث أنه وبعد أن تم منع تصدير زيت الزيتون من أجل تأمينه في السوق المحلية أصبح تهريبه إلى دول الجوار أكثر ربحا من بيعه هنا.

وبحسب الكرنازي فإن سعر التنكة (وحدة قياس لزيت الزيتون وتساوي 20 لترا أو 16 كغ) خلال موسم القطاف والعصر حاليا ومن أرض المعصرة دون إضافة أجور النقل والربح لبائعي المفرق بلغ مليون ومائتي ألف ليرة سورية وهو ما يعادل 90 دولار أمريكي وهي أرقام مفزعة وغير ملائمة للسوق المحلية ولا حتى للأهالي في محافظة حماة التي تعتبر من أكثر المحافظات إنتاجا للمادة في كل من منطقتي سلمية وريفها ومصياف والريف الشمالي لحماة.


إدراج زيت الزيتون على القائمة السوداء للأسرة في حماة

 

تقول أم عزمي الفرا – ربة منزل، انها ألغت الكثير من المواد التموينية من على مائدة الطعام لدى أسرتها بسبب عدم قدرتها على تحمل تكاليفها المرتفعة ومن بين آخر ما تم إلغائه هو زيت الزيتون حيث ارتفع سعر الكيلو الواحد حتى وصل الى 100 الف ليرة مقارنة مع العام الماضي 20 ألف ليرة.

وتشير أم عزمي إلى أن الارتفاع بدأ من 20 ألف ثم راح يرتفع شهريا قرابة ال10 الاف ليرة حتى وصل مطلع الموسم الحالي الى 100 الف ليرة على الرغم من زعم الحكومة السورية إيقاف التصدير الذي كان السبب وراء ارتفاع الأسعار برأيهم.

وتضيف أم عزمي أنها استبدلت زيت الزيتون بزيت دوار الشمس المخصص للقلي من أجل تناوله مع الزعتر أو من أجل الطبخ أو تخزين الأطعمة التي تحتاج إلى زيت الزيتون على الرغم من كونه غير صحي وليس مخصصا للطعام.

من جهة أخرى قال مزارعون ل “حماة اليوم” أن الإنتاجية ارتفعت هذا العام حيث أن كل 6-7 تنكات من الزيتون ينتجون تنكة واحدة من الزيت وهو ارتفاع جيد بالنسبة للعام الماضي حيث كانت التنكة من الزيت تحتاج لعشرة تنكات من الزيتون ولكن مع كل هذه الإنتاجية المرتفعة فإن ما يتم انتاجه لا يكفي سوى للعائلة الواحدة وأبنائهم وذويهم ولا يسعهم بيع الفائض الغير موجود لديهم.

وأضاف أسعد الحلو- مزارع أنه باع تنكة زيت الزيتون بعد العصر ومن أرض المعصرة فورا 1250000 ليرة سورية وهو سعر مرتفع ولكنه لا يكاد يغطي تكاليف الإنتاج المرتفعة من حراثة وقطاف ونقل ووقود وسماد وغيرها من المصاريف التشغيلية، بالإضافة لتسرّع أصحاب الأراضي الزراعية في قطاف الزيتون بعد ان تم إخبارهم بأن الزيتون قد أصابع العفن ولا يمكن تركه أكثر من ذلك على الأشجار.

وكان مدير الزراعة بحماة المهندس أشرف باكير قد قال أنه تم إطلاق العديد من الحملات التوعوية حول أهمية عملية القطاف وكيفية التعامل مع الثمار، كما تم دعم المعاصر بالمحروقات الزراعية عن طريق لجنة المحروقات بالمحافظة وتم تزويدهم ب/3000/ليتر من المحروقات لكل معصرة وتقوم لجنة تقدير الاحتياجات بعملها من أجل إكمال تزويد المعاصر بالمحروقات.