
سلسلة مستمرة من معاناة معتقلي حماة في سجنها المركزي.. ومطالبات بالحلول
الصورة خاصة لصحيفة حماة اليوم
نال كريم- حماة
يعيش سجناء سجن حماة المركزي من المعتقلين السياسيين وضعاً سيئاً داخل السجن مع إستمرار سنوات حبسهم دون تحديد مدد محددة، تعطيهم بعض الأمل في خروجهم إلى الحياة من جديد، وذلك بشكل كبير على صعيد التعامل السيء الذي يتعرضون له من قبل إدارة السجن، بإعتبارهم سجناء سياسيين، علاوةً عن فصلهم عن باقي أجزاء السجن المركزي، يضاف إليها وجبات الطعام السيئة التي تقدم لهم على الوجبات الرئيسية وغلاء أسعار البضاعات المتواجدة ضمن ما يسمى “سوق السجن”، بحسب خالد شقيق أحد السجناء السياسيين في سجن حماة المركزي والذي نقل لـ “حماة اليوم” حديث أخيه المسجون.
يقول خالد الشاب الثلاثيني من مدينة حماة، بأن أخيه أُعتقل في عام 2017 من قبل فرع الأمن الجوي، وبعدها تم إيداعه في سجن حماة المركزي كـ سجين سياسي تحت المحاكمه التي لم تنتهي إلى الآن، بتهمة التعامل وعضوية تنسيقيات سورية معارضة غير مرخصة مدعومة من الخارج، ودائما ما يكون بحاجة إلى دفع خوّات تصل إلى خمسون ألف ليرة سورية إلى مئة ألف من أجل تيسير زيارته بشكل شهري لمرة أو مرتين، بسبب التضييق الموجود على سجناء الجناح السياسي.
ويضيف خالد، نقلاً عن أخيه، بأنهم يعانون من التعامل الفظ من قبل السجانين وإدارة السجن، دوناً عن المجرمين بجنايات قتل وسرقة، ودائماً ما يتم وصفهم بالـ “خونة”، علاوةً عن تقديم أسوء الطعام الموجود في السجن لـ سجناء هذا الجناح، مما يضطرهم دائماً إلى اللجوء إلى سوق السجن، الذي هو عبارة عن عدّة محلات تجارية داخل ساحة السجن المركزي، بداخلها محال يعود ريعها لإدارة السجن، يعمل على إستثمارها تجار من خارج السجن، ويقوم هؤلاء المستثمرون بتوظيف سجناء وعمّال للعمل فيها برواتب شهرية.
سوق السجن، وبسبب ريعه لإدارة السجن، تجد بداخله جميع البضاعات، من الوجبات السريعة والدخان، والحلويات البسيطة، إضافة إلى محلات ألبسة داخلية، ولكن لعدم وجود الرقابة التموينية عليه، تجد أسعار البضاعات في الداخل تساوي ضعفي ثمنها خارج السجن، وبسبب سوء الطعام المقدم من السجن للسجناء السياسيين، يضطرون إلى شراء الوجبات اليومية بثمن باهظ، وما يحمّل ذوي السجناء عبئاً مالياً كبيراً بشكل شهري من أجل تأمين الدخل الشهري لأبنائهم داخل السجن، بحسب خالد.
وأكّد خالد بأنه يضطر بشكل شهري إلى تأمين مبلغ نصف مليون ليرة سورية -34 دولار أمريكي بسعر صرف 14500 ليرة سورية لكل دولار أمريكي بحسب سعر صرف السوق السوداء- من أجل تأمين أبسط متطلبات أخيه داخل السجن، يضاف لها متطلباته التي تقوم عائلة خالد بإرسالها دوناً عن المصروف الشهري له من أطعمة ولباس ورشاوى من أجل إيصالها لداخل السجن عبر عناصر من الشرطة.
رؤوى -إسم مستعار لإمرأة ثلاثينية من ريف حماة لدواعِ أمنية- زوجة معتقل سياسي مودع في سجن حماة المركزي تحت المحاكمه منذ 7 أعوام، بأنها تملك 3 أبناء أكبرهم 18 عاماً، وبالكاد تستطيع تأمين قوت يومها نظراً لغلاء المعيشة في البلاد، وبأنها لا تقوى على تأمين ثمن مستلزمات زوجها داخل السجن، او الرشاوى التي تطلب منها لتأمين زيارات دورية شهرياً له، ولذلك تضطر إلى تغيبها عنه لشهرين أو ثلاثة أشهر ريثما يتم توفير ثمن رشوة زيارته.
وبحسب ما تحدثت إلى “حماة اليوم”، أنه يضطر إلى البقاء على وجبة طعام واحدة طوال اليوم بسبب سوء الطعام المقدم له، وعدم قدرته على شراء وجبات أو أي من لوازمه من سوق السجن، نظراً لإرتفاع السعر، ورفض إدارة السجن في عمالته داخل أي من المحال التجارية في سوق السجن بسبب أنه “معتقل سياسي”، ولا يملك الأحقية في العمل كغيره من السجناء.
وقالت بأنها غالباً ما تلجأ إلى الدين من الأقارب والجوار لتأمين مبالغ زهيدة من أجل إيصالها إلى زوجها لتوفير ثمن دخانه الذي يطلبه يومياً، ولا يملك ثمن تأمينه داخل سجنه.
وعلى لسان زوجها، طالبت رؤوى قيادة شرطة محافظة حماة بضرورة متابعة أسعار سوق السجن، وتغيير إدارة السجن في سجن حماة المركزي نظراً للمعاناة المستمرة التي يعانيها سجناء القسم السياسي، وسوء الطعام والخدمات المقدمة لهم، مع ضرورة مراقبة عمل السجن من قبل منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية المتواجدة في حماة، والمعنية بحقوق السجناء والمعتقلين، للوقوف على أوضاعهم الإنسانية الملحة والتي بحاجة معالجة بشكل فوري، إضافة إلى المطالبة بالإفراج عنهم بعد انقضاء مدد السجن بحق المعتقلين.