حادثة قتل.. تسلط الضوء على الفلتان الأمني بريف حماة

مصدر الصورة”غوغل”
ريف حماة- يزن شهداوي

برصاص عناصر من ميليشيات قوات الحكومة السورية، قُتل الطبيب عصام هوشة برفقة زوجته يوم السبت الماضي في 30 سبتمبر\أيلول من العام الجاري، في قرية حورات عمورين الملاصقة لمدينة السقيلبية بريف حماة الغربي والتي تصل منطقة سهل الغاب بمدينة السقيلبية.

وفي التفاصيل، فإن عملية القتل التي حدثت في الساعة الخامسة والنصف عصر يوم السبت، جاءت بسبب خلاف عائلي بين طليق إبنة الطبيب عصام والعائلة بسبب رفضهم لعودة إبنتهم إلى منزل زوجها، ليقدم الأول على إطلاق النار على عصام وزوجته، ليفارقا الحياة على الفور، ومن ثم إلقاء قنبلة يدوية في المنزل الذي أسفر عن إصابة الإبن والإبنة بشظايا وما زالا في مشفى السقيلبية الوطني إلى اليوم.

طوني، إسم مستعار لناشط ميداني في مدينة السقيلبية بريف حماة الغربي، تحدّث لـ “حماة اليوم” بأن هذه الجريمة ليست الأولى من نوعها التي تحصل في المنطقة وبشكل خاص في منطقة سهل الغاب وريف مدينة سلحب، وذلك نسبةً إلى الإنتشار الكبير لتوزع السلاح بين أيدي الشبّان والرجال في القرى والبلدات، وغالباً ما تنتهي الخلافات بإطلاق الرصاص الحي والقنابل بين المخالفين لينتهي دائماً بمقتل أحد الأطراف.

وأضاف “رغم محاولات حثيثة من تدخل الامن الجنائي وقيادة شرطة المنطقة، إلّا أن وساطات أهالي قرى سهل الغاب دائماً ما تكون أقوى وأكبر من سلطة الحكومة في المنطقة، وبالتالي لم تستطع الحكومة ضبط السلاح المتوزع بين أيدي الشبّان، أو العمل على تنظيم إستخدامه، وذلك بعد أن قامت الحكومة بتطويع معظم شبّان قرى سهل الغاب التي تعرف بموالاتهم لرئيس الحكومة السورية بشار الأسد ضمن ميليشياتها في فرع الأمن الجوي والأمن العسكري ضمن مجموعات وميليشيات أمنية، الأمر الذي أدى إلى منح أسلحة وقنابل بمختلف أنوعها وبشكل عشوائي للشبّان المنتسبين هنالك من أجل الدفاع عن مناطق سهل الغاب ضد المعارضة في المناطق المتاخمة لهم الملاصقة لريف إدلب، ولم يعد باستطاعة النظام سحب هذه الأسلحة، أو ضبط الذخائر الموجودة هنالك”.

علي، شاب ثلاثيني من قرية نهر البارد بريف حماة الغربي قال “إن الخلافات في المنطقة أصبحت أمراً مرعباً للأهالي، بسبب الاستخدام الغير قانوني ضمن أدنى الخلافات، وإستخدامه بشكل علني دون تدخل جدّي من الحكومة السورية، وهذا ما بات كابوساً يعيشه أهالي سهل الغاب كما حصل منذ شهور في قرية الجيد في سهل الغاب بريف حماة، حيث تحولت مجموعة من مجموعات فرع الأمن الجوي إلى ميليشيات منفصلة عن الفرع، تقوم بإرغام الأهالي والمزارعين على دفع خوّات لهم من أجل عدم سرقة أراضيهم الزراعي، والسماح للحصادات بالعمل ضمن منطقة الجيد، هذا الأمر الذي أسفر بعدها عن غضب كبير في القرية ليتم على إثرها خلاف كبير بين أهالي المنطقة والميليشيا ليقتل على إثرها حوالي عشرة أشخاص من كلا الطرفين وجميعهم من أبناء المنطقة ذاتها”.

مضيفاً بأن إستخدام السلاح وتحوله لوسيلة قتل وسلب في أيدي الشبّان في المنطقة، أصبح أمراً شائعاً، بل إمتهنه الكثيرون كما يحصل في عين الكروم، وما حولها من القرى المجاورة، وضمن قرى وبلدات بيت ياشوط وصولاً إلى مدينة جبلة.

في ذات السياق، قالت عبير، الشابة العشرينية من قرية قلعة الجراص في سهل الغاب بريف حماة، بان هذا النوع من الخلافات العائلية الذي ينتهي بالقتل وانتهاك الحقوق، أصبح أمراً مرعباً للإرتباط أو القبول بالزواج من أي متطوع من متطوعي الميليشيات الأمنية بسبب الإستخدام الغير قانوني للسلاح، والإجبار على الزواج تحت تهديد السلاح، فالتهديد السلاح والتهديد بالوساطات الأمنية أصبح يتحكم في سهل الغاب بكافة مفاصل الحياة، حتى في أدق تفاصيل الحياة الزوجية بين الرجل وزوجته، من كلا الطرفين، وغالباً ما تكمن القوة في قوة الوساطة الأمنية أو السلاح الذي يمتلكه الزوج، أو عائلة الزوجة.

وأكدّت، بان هذه الحادثة، أحدثت صخباً كبيراً في أوساط الفتيات في المنطقة، نسبة إلى ضرورة إختيار الزوج بشكل يراعي الوضع الأمني ويضمن عدم إنتهاك حقوقها تحت أي مسمى من المسميات والدواعِ الأمنية.

وطالبت بضرورة تدخل فوري للحكومة والأفرع الأمنية لضبط الأمور في المنطقة، وخاصة في سلحب وما حولها، إضافة إلى سهل الغاب، ونزع السلاح من كافة الشبّان، ومنازل العائلات، وضبط السلاح في المناطق العسكرية فقط، دون وجوده في مناطق المدنيين، ومحاسبة المتسببين في هذا التسيّب الامني الحاصل والذي يدفع ثمنه مئات العائلات في ريف حماة الغربي ضريبة موالاتهم للحكومة السورية في السنوات الماضية.

أكتوبر 9, 2023 |

التصنيف: حماة اليوم |
الوسوم: جريمة، ريف حماة

شاركها مع أصدقائك!

اقرأ أيضاً