سجناء لسنوات .. وخوّات من أجل زيارة للسجن المركزي في حماة

مصدر صورة المقال “غوغل”
ينال كريم- حماة

“لا يمكن أن تعود البلاد إلى طبيعتها حتى يعود أبنائنا من المعتقلات والسجون إلى منازلهم” يقول أبو محمد الرجل الستيني من مدينة حماة، أب لعائلة أحد أفرادها الشبّان معتقل في سجن حماة المركزي منذ عام 2014 إلى اليوم، بحجّة تعامله مع جهات سياسية خارجية وعدم البت في حكمه إلى اليوم.

ينتظر أبو محمد عودة إبنه الشاب، أو الذي كان شابّاً كما يقول والده، بعدما قضى ولده (س- إسم مستعار لولده الذي أخفاه خشية دواعِ أمنية) أجمل سنوات حياته في أبية السجون وأجهزة الأمن السورية، في حين أنّه يحمد الله على بقاء (س) على قيد الحياة مع مقتل العشرات من الشبّان والرجال تحت التعذيب في معتقلات الأفرع الأمنية.

ويضيف “أن أرادت الحكومة السورية عودة بدأ البلاد إلى ما كانت عليه قبل سنوات الحرب، عليها أن تبادر بشكل جدّي وفعلي بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين من سجن حماة المركزي وغيره من أبية أفع الأجهزة الأمنية وخاصة في دمشق في فرع الـ 291 العائد لـ شعبة مخابرات الأمن العسكري، ومطار مزّة العسكري الذي يحوي العشرات من المعتقلين الحمويين وغيره المئات من السوريين، وسجون الفرقة الرابعة، والقابون، وسجون أخرى لا يعلم بها سوى الله، ولن يكون هنالك سبيل إلى العودة أو حل الأزمات في البلاد بدون الإفراج عن المعتقلين وأولهم معتقلي سجن صيدنايا بريف دمشق”.

ويشير إلى أن جميع القرارات لا تشكّل خمسة بالمئة من حل الأزمة في سوريا، نظراً لأهمية عودة المعتقلين السياسيين إلى منازلهم، كخطوة فعلية لعودة الحياة في الداخل السوري، بالإضافة إلى شريطة تطبيق قوانين فعلية على المعتقلين وبإشراف دولي نظراً لفقدان الثقة بين الحكومة السورية وأهالي المعتقلين السوريين في عموم البلاد، بحسب أبو محمد.

سوسن، إسم مستعار لزوجة معتقل حموي سياسي في سجن حماة المركزي منذ عام 2015 إلى اليوم بتهمة العمل مع منظمات غير مرخصة في سوريا، قالت بأنها تعيش مع إبنتها التي بلغت من العمر عشر سنوات قصة مأساوية نظراً لعدم وجود معيل لها ولطفلتها، وسط عبء متطلبات الحياة فوق كاهلها، بالإضافة إلى لوازم ومصروف زوجها السجين داخل سجن حماة المركزي.

وتحدثت لـ “حماة اليوم” عن مبلغ شهري مطلوب منها (عشرون ألف ليرة سورية) لقاء تنسيق موعدين شهرياً من أجل لقاء زوجها لمدة ساعة كاملة برفقة إبنتها، في حين تتراوح أسعار الزيارات بين الخمسة عشر ألفاً وصولاً إلى نصف مليون ليرة، وذلك نسبةً إلى مدة الزيارة، وعددها شهرياً، ومكان اللقاء من خلف حاجز، أو في غرفة منفصلة،إمكانية إدخال مستلزمات بشكل مباشر إلى السجناء دون سرقتها من السجانين العاملين على توصيل الأمانات لأصحابها.

وأكدّت بأن زوجها يعيش حالة نفسية سيئةجداً برفقة المئات من السجناء السياسيين، نظراً لعدم وجود مدد محددة تحكمهم بعد مضي ثمان سنوات على سجنهم، ومنهم ما يزيد عن هذه المدة، بالإضافة إلى إنقضاء أهم سنوات حياتهم داخل أقبية السجون، وتحويلهم من عنصر فعّال في المجتمع إلى عبء تحمله الأزواج والأمهات من أجل تأمين أبسط متطلبات أبنائهم المسجونين في سجن حماة المركزي.

وطالبت المسؤولين في حماة، ومحافظ حماة واللجنة الأمنية فيها، بالعودة إلى ملفات جميع السجناء، والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين خاصة ممن قضوا سنوات طويلة داخل السجن، أو تحويلهم إلى محاكم مدنية مع التأكيد على مدنيتها من أجل البت في مدد الحبس المنصوص عليها ضمن القانون السوري، وإعادة التحقيق مع السجناء دون ترهيب أو ضرب كما حصل معهم في فروع أجهزة الأمن في حماة وغيرها.

وأكدت بمطالبها ضرورة متابعة العمل الداخلي لـ سجن حماة المركزي، والخوّات التي تطلب شهرياً من السجناء من أجل معاملتهم بشكل جيد، بالإضافة إلى الرشاوى المطلوبة من الأهالي لتسهيل الزيارات، وضبط العناصر المسؤولين عن الزيارات من أجل فسح مجال للنقاشات العائلية بين الأزواج والعوائل، بما يخص الشؤون الخاصة بكل عائلة وخصوصية هذا الأمر ومراعاتها إلى حدّ ما.

أكتوبر 6, 2023 |

التصنيف: إنسانيات |

شاركها مع أصدقائك!

اقرأ أيضاً