صورة المقال خاصة بصحيفة حماة اليوم
مؤيد الأشقر – حماة
“لو كانت قضية جنائية قتل أو سرقة أو حتى مخدرات لكنت أخرجته على الفور ولكن القضية تتعلق بالسلاح” يرد النائب العام في القصر العدلي في حماة في ذلك الوقت على الوساطة التي وضعها ذوو عبد الله دياب المعتقل في سجون الحكومة السورية منذ عام 2015.
تقول أم عبد الله – خمسينية، أن دورية لأمن الدولة كانت تتخذ من جسر الحديد في مدخل حي القصور مقرا لها داهمت منزلهم عدة مرات من أجل القبض على ولدها ولكنهم لا يجدونه حتى قبضوا عليه أثناء دخوله للبيت بعد أن وشى عليه أحد سكان الحي المتعاونين مع الأمن.
تشرح لنا أم عبد الله الحادثة وعينيها مغرورقه بالدموع، بعد أن داهموا المنزل وألقوا القبض على عبد الله وضعوا أنواعا عديدة من الأسلحة والقنابل اليدوية في فناء المنزل وقاموا بتصويرها وذهبوا ومنذ ذلك الوقت ونحن نبحث من فرع إلى فرع آخر بحثا عن خبر عنه.
في عام 2015 كان عبد الله في السنة الثانية من كلية طب الأسنان في حماة وكانت حينها توزع المنشورات الورقية عند الإضرابات أو عند التحرك من اجل قضية معينة ويبدو أن زميله الذي ألقي القبض عليه من أجل تعليق له على الفيس بوك قد أخبرهم عن عبد الله وقاموا بعدها بالاستفسار عن منزله من المخبرين هناك حتى ألقوا القبض عليه.
في البداية استشارت العائلة أحد المحامين من أجل القضية ونصحهم حينها بحلها عن طريق المال قبل أن يتم تحويله من فرع أمن الدولة إلى الفرع في دمشق وبالفعل تم الوصول إلى الطرف المعني وهو ضابط برتبة عقيد في أمن الدولة وتم الاتفاق على مبلغ من المال من أجل الإفراج عنه.
يقول أبو عبد الله – ستيني، أنهم لم يحضروا أية علامة من عبد الله تثبت أنه حي أو أنه ما يزال عندهم وبعدها تم التواصل مع النائب العام عبر وساطة مالية من أجل النظر بقضيته وحينها سحب يديه من القضية وقال أنه لا يمكنه التدخل بقضايا السلاح.
عاشت عائلة عبد الله سنوات عديدة من الضياع والتمسك بخيوط النجاة بين سمسار وسمسار آخر في أفرع الأمن حتى فقد أبو عبد الله القدرة على الكلام وأصيب بشلل في أعصاب وجهه.
يضيف أبو عبد الله أن آخر الأخبار التي وصلت إليه عن ولده كانت من سجن صيدنايا سيء السمعة عن طريق أحد المفرج عنهم وقد أوصل علامة لوالده على أنه على قيد الحياة وكان ذلك منذ عامين أي في العام 2021 بعد مرور أكثر من ستة أعوام على اعتقاله.
وحتى يومنا هذا لم يتمكن أبو عبد الله أو أحد أقارب عبد الله أو أصدقائه من الوصول إلى طرف خيط يوصلهم إلى ولدهم حيث دائما ما تنتهي جميع المحاولات بطلب مبالغ مالية ضخمة جدا من أجل فقط معرفة أين يوجد عبد الله دون الحديث عن أي شيء يخص إطلاق سراحه.
أكمل عبد الله ثمانية سنوات من الاعتقال في سجون الحكومة السورية متنقلا بين أفرع مخابراتها وصولا إلى صيدنايا حيث آخر مرة شوهد هناك ومازال أهله يعتصرون ألما على غياب ولدهم بسبب تهمة ليس له علاقة بها لا من قريب ولا من بعيد.
صحيفة حماة اليوم تتقدم إلى أسرة المعتقل عبد الله دياب بأسمى كلمات المواساة وتدعو من خلال حملتها القائمة حاليا عبر منصاتها للإفراج بشكل فوري عنه.