نداء لـ المغتربين .. مدارس حماة دون مخصصات تدفئة لهذا العام 

(صورة لاحدى المدارس في سورية المصدر “عنب بلدي “)
تسنيم الشافعي- حماة

يشتكي أهالي مدينة حماة في المناطق الشعبية بشكل خاص، من خوفهم من إقتراب فصل الشتاء والوضع المأساوي في المدارس الحكومية التي لم تجهّز بلوازم التدفئة حتى الآن، ولم يتم التطرق من قبل الحكومة السورية عن مخصصات المحروقات للقطاع التربوي، خوفاً من تكرار مآساة البرد القارس ومرض عشرات الأطفال جراء البرد القارس الذي عانى منه الأطفال العام الماضي.

حيث تعاني مدارس حماة من نقص شديد في مادة المازوت المخصص للتدفئة، كـ مشكلة تُضاف إلى العديد من المشكلات الأخرى التي تؤثر على سير العملية التعليمية، وصحة الطلاب، بمختلف الفئات العمرية.

“في سوريا، نخاف إرسال أبنائنا إلى المدارس خوفاً عليهم من الحر الشديد لعدم وجود أبسط وسائل التبريد، وخوفاً من إقتراب الخريف وبرده الشديد الذي فتك بأبنائنا العام الدراسي الماضي”، يقول أبو مازن، موظف حكومي و أب لطفلين في المرحلة التعليمية الأساسية في إحدى المدارس الحكومية في حماة.

ويضيف “قامت مديرية التربية في حماة في عامها الماضي بتخصيص مئتي ليتر مازوت لكل مدرسة كـ مخصصات للتدفئة طيلة العام الدراسي، وهذا ما سيكفي بحسب تقديراتهم لـ أربعة أشهر، مقسمة على حوالي خمسة عشر صفّا في أقل تقدير، أي ما يقارب ثلاثة عشر ليتراً من المازوت يكفي كل صف طيلة مئة وعشرون يوماً، وهو ما يعتبر ضرباً من الخيال”.

وتحدّث عن قيام بعض العائلات المقتدرة مادّيا بدعم صفوف أبنائهم ببضع ليترات من المازوت في فترات البرد القارس للتخفيف عن الأطفال، ولكن هذا الحل لا يجدي نفعاً وسط حاجة ماسّة لتأمين وسائل تدفئة مركزية، أو مستمرة طيلة الدوام الرسمي لست ساعات لمتابعة التعليم بشكل صحّي وجيد.

الآنسة هدى، وهو إسم مستعار لمدرسّة في مدرسة حكومية في حماة، أكدت ما ذكره أبو مازن عن الوضع التعليمي المأساوي في حماة، وقالت “يعيش طلاب حماة معاناة حقيقية في فترات الخريف والشتاء، نسبةً إلى عدم مقدرة المدارس الحكومية في تأمين مخصصات جيدة للتدفئة، والوضع المالي السيء للأهالي وعدم قدرتهم على تأمين لباس صوفي جيد يخفف عن أجساد الأطفال الصغيرة بعضاً من درجات الحرارة المنخفضة”.

وقالت بأنها في العام الماضي لم تقم بتشغيل المدفئة الصغيرة في الصف الذي يحوي أربعون طالباً من فئة العمرية الصغيرة “الصف الثالث الإبتدائي” سوى لنصف ساعة يومياً وفي أشد الأيام برداً، حفاظاً على مخصصات المازوت من النفاذ في وقت مبكر، رغم إنتشار أمراض الأنفلونزا والالتهابات المختلفة بين صفوف الطلاب نظراً للبرد الشديد الذي يتعرضون له طيلة الدوام الرسمي.

وأضافت بأن المدارس الحكومية وبخاصة هذا العام مع إرتفاع سعر المازوت ووصول سعر الليتر المدعوم حكومياً إلى 2500 ليرة سورية، ستعاني من أزمة محروقات كبيرة قد تؤدي إلى عدم دعم المدارس الحكومية بشكل نهائي من مخصصات التدفئة، مطالبةً من المغتربين الحمويين خارج البلاد، والمنظمات الإنسانية والمجتمعية العاملة في محافظة حماة بضرورة توجيه مخصصات من دعمهم إلى المدارس الحكومية والتركيز على وسائل التدفئة وخاصة مخصصات المازوت التي من الواجب توفيرها لكل مدرسة في أسرع وقت قبل بداية فصل الخريف.

مؤكدة بأن حاجة كل مدرسة تصل إلى حوالي خمسة آلاف ليتر في الحد الأدنى، من أجل توفير بيئة دافئة مناسبة للتعليم وخاصة للصفوف الدراسية الأولى للأعمار الصغيرة، خاصة بأن أكثر من 90% من طلاب المدارس الحكومية هم من أبناء الطبقة الفقيرة والمتوسطة معدمي الحال.

سبتمبر 28, 2023 |

التصنيف: حماة اليوم |

شاركها مع أصدقائك!

اقرأ أيضاً