(صورة المقال لورشة عمل تصليح الكهربا في محردة و مصدر الصورة “صفحة الفيس بوك لمديرية الكهرباء في محافظة حماة”)
هدى عزّاوي- ريف حماة

تتواصل الشكاوى حول مديرية الشركة العامة لكهرباء محافظة حماة – قسم كهرباء محردة، المسؤول عن قطّاع الريف الغربي والغربي الشمالي من محافظة حماة من مدينة محردة وريفها وصولاً إلى ريف مدينة السقيلبية، وتأتي الشكاوى من أهالي المناطق المجاورة لمحردة جراء تواصل إنقطاع التيار الكهربائي، وأعطال الخزانات الكهربائية،  وقضايا الرشاوى والفساد المنتشر وبشكل علني ضمن القسم.

وبعد التأكد من الشكاوى الواردة إلى “حماة اليوم” حول قسم كهرباء محردة، وقضايا الفساد التي يقوم بها موظفوه، آخرها من قرية كفرهود المتواجدة في ريف حماة الغربي قرب مدينة محردة، والتي تتبع إدارياً إلى مجلس بلدية محردة، حول قيام الموظفين بتقاضي مبالغ مالية من أجل إصلاح أعطال كابلات التيار الكهربائي المغذية للمنازل في قرية كفرهود، وخاصة قسم الصيانة وطوارئ الكهرباء داخل قسم محردة.

  • صورة شاشة عن الشكوى التي استلمها قسم التحرير بصحيفة حماة اليوم وتم اخفاء اسم الموظف حرصا منا على الخصوصية والسلامة:

أبو محمد، رجل خمسيني من قرية كفرهود بريف حماة الغربي، أكّد لـ “حماة اليوم” ما ورد ضمن الشكوى، بقيام موظفي قسم الطوارئ والصيانة في قسم كهرباء محردة بتقاضي رشاوى من أجل إصلاح أعطال التيار الكهربائي والخزانات المغذية للمنازل ضمن القرية وكافة القرى حول محردة، ورفض الموظفين لتلبية طلبات الإصلاح دون تقديم مبالغ مالية لـ ورشات الإصلاح.

يأتي ذلك مع عدم تلبية المواطنين في محردة وريفها من قبل القسم لطلبات الإصلاح وتأمين المواد اللازمة للإصلاح من كابلات وقطع غيار وصيانة للخزانات، والصيانة غالباً ما تكون شريطة تأمين المواد اللازمة على حساب الأهالي مهما بلغت كلفة هذه القطع التي يصعب تأمينها بسبب غلاء ثمنها، وقلّة طلبها، بحسب أبو محمد.

أم سامر، أم أربعينية لثلاثة أبناء في قرية كفرهود بريف حماة، قالت لـ “حماة اليوم” بأنها أضطرت لدفع مبلغ خمسون ألف ليرة سورية مقابل إصلاح الكابل المغذي من الخزان الفرعي للكهرباء حتى منزلها، بسبب ذوبان الأسلاك النحاسية داخل الكابل، مما أدى إلى إنقطاعه، ورفضهم للإصلاح رغم عشرات الإتصالات بورشات الطوارئ في قسم محردة للكهرباء، لمدة ثلاثة أيام متتالية دون كهرباء، حتى ذهابها عبر وسيط إلى قسم الصيانة ودفعها للرشوة، حسب المبلغ المطلوب من قبل ورشات القسم.

وأضافت “بعد دفع الرشوة، جاؤوا بعد ساعة من الدفع، ولكن دون مستلزمات الصيانة بكابلات بديلة لتلك المقطوعة، مما اضطرني إلى شراء شريط كهربائي (كبل) بطول 15 متراً، بلغ ثمن المتر الواحد لكابل الـ 8 ملم حوالي 75 ألف ليرة سورية لكل متر (حوالي 5 دولار أمريكي بسعر صرف 14000 ليرة سورية لصرف دولار أمريكي واحد حسب السوق السوداء في سوريا)، وهو ما دفعني لبيع قطعة ذهبية من ما تبقى من مدخراتي، وذلك بهدف إعادة وصل التيار في أسرع وقت ممكن بسبب بقائنا في الظلام طيلة فترة انقطاعها وعدم امتلاكي ثمن تركيب وسائل بديلة للطاقة الكهربائية”.

وأشارت إلى أن القسم يتقاضى أكثر من ذلك بكثير وبشكل يومي، وعلى كافة طلبات الصيانة، وبشكل علني، دون الخوف من الرقابة أو الإدارة العامة في حماة، ولكن هذا يؤكد علم إدارة القسم والإدارة في حماة بفساد هذا القسم و ورشاته.

وتحدثت عن مطالبات أهلية من قرية كفرهود والقرى المجاورة بضرورة تغيير ورشات الصيانة الكهربائية المسؤولة عن هذه المناطق، لوقف عمليات الإبتزاز المالي التي يقوم بها العناصر من أجل تأمين أبسط حقوقهم من الحكومة السورية، وضرورة توجيه الرقابة على قسم كهرباء محردة بشكل كامل من أجل متابعة ملفات الفساد في تركيب العدادات الكهربائية، وقراءة المؤشرات، والفواتير المزورة، وغيرها الكثير من ملفات الفساد التي يحملها هذا القسم بكافة مفاصله.