
كيف عانى مرضى العلاج الفيزيائي من آثار زلزال فبراير وما تبعه من هزات قوية
سارة الأحمد – حماة
يمكن أن تؤدي الزلازل إلى دمار في البنى التحتية للدول التي تصيبها ولكن من يخرج سالما من تلك الأزمات لا بد أن يعاني من تبعات تلك الكوارث على صحته النفسية والجسدية وخاصة إذا ما كان يعاني من أمراض وصعوبات في الحركة ويتابع خطة للعلاج الفيزيائي.
تعاني الحاجّة سميرة فرزات من صعوبات في الحركة بعد إجراءها عملية لتوسيع القناة الفقارية قبيل حدوث الزلزال وبدأت حينها بإجراء جلسات متتابعة للعلاج الفيزيائي وراحت صحتها تتحسن وبدأت تعود لممارسة حياتها بشكلها الطبيعي، إلا أن الخوف الذي لحق بها عقب الزلزال أدى إلى انتكاس حالتها الطبية وعجزها عن المشي بشكل أسوأ من البداية.
تقول الدكتورة نغم عباس- معالجة فيزيائية مشرفة على حالة فرزات أنها عادت لتبدأ مع المريضة من الصفر بعد أن تراجعت حالتها الصحية بشكل كبير بعد السادس من فبراير.
وتضيف العباس أن التوتر الذي حدث للناس عقب الكارثة كان له الأثر الكبير في تراجع العديد من الحالات العلاجية حتى أن بعض الحالات انتكست بشكل سيء وهم بحاجة لمتابعة طبيب نفسي قبل البدء معهم من جديد.
كمعالجين فيزيائيين ضمن هذه المهنة نحن نتعرض لحالات انتكاس كثيرة لدى المرضى ولعدة أسباب ولكن ما حدث خلال الزلازل المتكررة أدى إلى تفاقم تلك الحالات وارتباطها بشكل كبير مع الحالة النفسية للمريض يقول موسى بارودي – معالج فيزيائي.
ويشرح البارودي لصحيفة حماة اليوم أن تلك الانتكاسات لا تقتصر على كبار السن بل تتعداهم حتى تصل إلى الشباب والرياضيين أيضا كما حدث مع أحد المرضى وهو في العشرينات من عمره ويمارس الرياضة إلا أنه عانى من تشنجات في العضلات أثرت على حركته وتابع علاجه إلى أن شفي ولكن عاد ليتصل بعد أسبوعين من الزلزال ويقول أن الألم قد عاد كما في أول مرة.
عدم اهتمام الجمعيات والمنظمات بالعلاج الفيزيائي
ويعود سوء الحالة العلاجية بشكل كبير بحسب البارودي إلى ردود الفعل الغير مسؤولة من قبل الأهل على أنفسهم وعلى أطفالهم وعلى المرضى أيضا، حتى أن الكثير منهم خرج من البيت أثناء الهزات ولم يهتموا لوجود مرضى غير قادرين على الحركة ليهم في المنزل ما تسبب في شرخ نفسي لدى هؤلاء المرضى الذين اعتبروا أنفسهم عالة على الأسرة.
وعلى الرغم من ارتفاع أسعار المعالجات الفيزيائية وقلة المعالجين الخبرة في حماة إلا أن الجمعيات المدنية والمنظمات الإنسانية لا تهتم بهذا الشق إلا بالحد الأدنى ولحالات محددة جدا.
يشير المعالج الفيزيائي عبد الله – ثلاثيني يعمل في أحد المستوصفات التابعة لجمعية محلية في مدينة حماة إلى أن عيادة المعالجة لديهم لا تستقبل إلا المسجلين في تلك الجمعية وبشروط تكاد تكون تعجيزية على الرغم من قدرة تلك العيادة على استيعاب أعداد أكبر من المرضى بشكل يومي.