عاود المكتب السري جولاته ضمن مدينة حماة، في عودة جديدة لهذا المكتب الذي غاب لحوالي ثلاثة أشهر عن أجواء أسواق مدينة حماة وتجارها، يسعى من خلالها للعمل على تحصيل خوّات مالية ورشاوى مفروضة على جميع التجّار كإثبات وجود ومتابعة للأسواق في المدن والبلدات.
أبو خالد التاجر الخمسيني من مدينة حماة -رفض التصريح عن هويته لدواعِ أمنية- تحدث لـ حماة اليوم “عن جولة مفاجئة قام بها المكتب السري المعروف بتبعيته للفرع 215 والذي يتبع بإدارته بشكل مباشر إلى أسماء الأسد زوجة بشار الأسد، على أسواق مدينة حماة في ساحة العاصي وشارع المرابط و8 آذار، ومناطق متفرقة أخرى، مع أيام وقفات عيد الفطر، وكانت الجولة صباحاً ومساءاً”.
وأكّد أبو خالد “لم تكن الجولة شاملة لإعتقال أيّ من التجار من محافظة حماة، وإنما كانت جولة رقابة على المحلات التي تم اعتقال أصحابها مسبقاً، وعن إلتزامهم بالتعهدات المكتوبة، كـ بابِ من أبواب فرض الخوات المالية المستمرة الواجب دفعها من قبل هؤلاء التجار إلى المكتب السري، علاوةً عن جولاتهم الشاملة لجميع التجارات والصناعات المختلفة، التي تم أخذ رشاوى و(عيديات) من أجل مرور هذه الجولة بسلام تام”.
في السياق ذاته، أبو عمر تاجر ألبسة في حماة قال بأن صديقه تاجر في ساحة العاصي بحماة تعرّض لدخول المكتب السري إلى محله، وكانو برفقة مفرزة فرع الأمن العسكري بحماة والمتواجدة في مبنى جامعة حماة الجديد، ولكن لم تكن هذه الزيارات ذات طابع أمني شرس كالمعتاد، ولكن كانت جولة للاطمئنان على وضع الأسواق وعدم وجود بضاعات مهربة في المحلات، بالإضافة إلى طلب علني لـ “عيدية” للعناصر، وخوّة مالية محددة للمكتب السري مختلفة لكل محل حسب مهنته، تراوحت بين النصف مليون والثلاثة ملايين ليرة سورية، ولكن الخوّات تم فرضها بشكل خاص على المحلات المعتقلة مسبقاً من قبلهم
وأشار أبو عمر أن هذه الجولات هي أقرب ما تكون إلى أنهم مستمرون بجولاتهم على محافظة حماة، وما زالو متواجدين فيها، وتم التلميح إلى أنه سيكون هنالك خوّات مالية مستمرة للتجار المعتقلين مسبقاً من أجل متابعة عملهم وتغطيتهم أمنياً إثر حصول أي خرق للتعهدات التي تمت كتابتها من قبل التجار إبّان اعتقالهم لصالح المكتب السري في فرع ال 215.
مضيفاً، أن هذه الجولات تركت طابعاً لدى التجار بعدم العودة إلى ما كانوا عليه بالمتاجرة بالبضاعات المهربة والأجهزة المحولة المهربة، والأدوات الكهربائية التركية، وذلك بسبب إستمرار عمل المخبرين والأيدي الخفية التابعة للمكتب السري في المحافظة، وخاصة من أبناء قرية الرصيف المتواجدة في منطقة الغاب بحماة، الذين ينشطون بشكل كبير في عملهم في مدينة حماة وأريافها لصالح المكتب السري والذين كانوا سبباً في إلقاء القبض على عدد كبير من تجار أجهزة الجوال والإكسسوارات.