إياد فاضل – حماة 

أبلغت الشركة الداعمة لأسعار المواد الغذائية والمحروقات  المشغلة لمشروع مايدعى بل ( البطاقة الذكية) في سوريا سائقي السيارات العامة والخاصة في حماة بضرورة الإسراع إلى إصدار بطاقة إلكترونية تخص ميكانيك المركبة بدلا عن الدفتر الورقي الخاص بها والذي كان معمولا به في السابق.
وبحسب الرسائل التي تم إرسالها إلى من يملكون دفاتر قديمة فإن عليهم مراجعة مراكز الخدمة قبل منتصف الشهر الحالي من أجل استصدار البطاقة.

يقول عبد الرحمن عساف – طبيب، أنه قام بمراجعة أحد مراكز الخدمة في حي وادي الشريعة من أجل الحصول على البطاقة وبعد انتظار أكثر من ساعتين وتعطيل أعماله استطاع الدخول ولكن لم يكن الأمر بهذه السهولة.

ويضيف العساف :” يوجد أمام باب مركز الخدمة ثلاثة من الشرطة بينهم ضابط من أجل تنظيم دور دخول المواطنين ولكن العكس هو الصحيح فيقومون بإدخال من يهمه أمرهم أو من يقوم بإعطائهم المال وبعد ساعتين استطعت الدخول ولكن الموظفين بالداخل أخبروني بأنه يجب مراجعة مديرية النقل والمواصلات من أجل استصدار تلك البطاقة من هناك وأن المركز هنا مهمته تسجيل البطاقة الجديدة على النظام فقط ولا علاقة له بإصدار تلك البطاقات”.

حيث تقع مديرية النقل على بعد نحو 5 كم عن مركز مدينة حماة على طريق سلمية – حماة منعزلة تماما عن المرافق الخدمية داخل المدينة.

توجه أبو خليل العاشق إلى مبنى المواصلات من أجل تبديل الدفتر كبقية من وصلتهم تلك الرسائل وعند وصوله إلى هناك تفاجئ من الازدحامات الخانقة أمام باب المبنى وقبل الدخول إليه، بدا الأمر أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش كما يقول العاشق، فأنت بحاجة إلى معقب للمعاملات بكل تأكيد وإلا لن تستطيع أن تتعرف على الخطوة الأولى التي يتوجب عليك فعلها من اجل البدء بهذه المهمة.

في البداية يجب أن تنتظر الموظف الذي سيقوم بفحص بأخذ رقم المحرك والتأكد بأنه مطابق للرقم الموجود سابقا ولم يتم تغيير المحرك ويوجد حوالي ثلاثة موظفين لهذا الغرض يتقاضى كل منهم خمسة آلاف ليرة سورية من معقب المعاملات وعشرة آلاف من الشخص الذي لم يوكل معقب لينهي له المهمة.

ويضيف أبو خليل أن بعض السيارات بحاجة لفك المقعد الأمامي من أجل قراءة رقم الهيكل وهنا يتواجد على باب المديرية عدة أشخاص يقومون بهذه المهمة ويتقاضون عشرة آلاف ليرة من أجل فك وتركيب المقعد بعد الفحص، وبعد الانتهاء من المحرك والهيكل يسمح لك بالدخول إلى حرم المديرية من أجل الفحص عند المهندسين المختصين في الداخل والذين يقومون بتقسيم أرقام السيارات بحسب آخر رقم منها على خمسة مهندسين وكل حسب حظه وعند أي مهندس يأتي دوره.

طوابير لا نهاية لها ولا بداية وغير معروف أين تبدأ ومن أين تنتهي تلك العملية التي يتم من خلالها فحص جاهزية السيارة بحسب تعبيرهم.

يقول محمد الخالد – موظف، أن الرقم الأخير من سيارته ينتهي بالرقم 9 والشخص المسؤول عن هذا الرقم لم يأت إلى المديرية على الرغم من أن الساعة أصبحت الحادية عشرة صباحا، وبعد السؤال عنه تبين أنه من مدينة مصياف ويجب عليه الذهاب إلى فرع الأمن العسكري من أجل فحص المركبات المحجوزة هناك ولا ينوب عنه أحد وعليك الانتظار وتعطيل أشغالك من أجل انتظار المهندس.

طابور يحوي 50 سيارة باتت تنتظر قدوم المهندس وجميعها تنتهي لوحاتها بالأرقام 9 و 0 المسؤول عنهم هذا المهندس ولن تمر من هذا الطابور قبل أن تدفع 25 ألف ليرة رشاوي هنا وهناك واذا لم تدفع فلن يوقع لك على الورقة من أجل اعتمادها في الداخل يخبرنا الخالد.

ويضيف الخالد أثناء حديثه لصحيفة حماة اليوم أن الأمور لم تتوقف على الرشاوي والدفع هنا وهناك وتعطيل الأعمال والأشغال للمواطنين ولكن ربما تتعرض أنت وسيارتك للأذى عند اندلاع المشاكل بين المعقبين على باب المديرية والتي غالبا ما تكون بشكل مستمر وتتدخل الشرطة من أجل فك الاشتباك بينهم وتكون من المحظوظين اذا لم تتعرض أنت وسيارتك للأذى بسبب هذا الاشتباك.