هدى عزاوي- حماة

عاودت أزمة المحروقات من جديد إلى محافظة حماة، رغم الوعود الحكومية بإنفراج الأزمة منذ 60 يوماً، ولكن الواقع المرير الذي يعيشه السوريون في الداخل السوري، كان خلافاً للتصريحات التي تطلقها الحكومة السورية، وسط تأخر وصول رسائل البنزين المدعوم والغير مدعوم إلى 15 يوماً أو ما يزيد.
 

عامر الشاب الثلاثيني في مدينة حماة، يعمل سائقاً لسيارة أجرة داخل المدينة قال لـ حماة اليوم “بعد أزمة خانقة عاشتها المدينة إثر أزمة المحروقات التي أوقفت الحياة في مختلف المجالات، وانفراجها لمدة لا تزيد عن الشهرين، عاودت هذه الأزمة لتخيّم من جديد علينا، وسط إنقطاع جديد للمحروقات على جميع الأصعدة، على الشركات وعلى سيارات الأجرة وعلى أصحاب السيارات الخاصة”.

 

ويضيف ” اليوم رسالة البنزين المدعوم لسيارات الأجرة أصبحت على العشرة أيام وربما تصل إلى 12 يوماً، في حين أن مخصصاتها يجب أن تكون كل أربعة أيام بحسب الخطة الحكومية التي وضعت على أساسها مخصصاتنا الشهرية”

 

مشيراً إلى هذه الأزمة هي المسبب الجديد في إرتفاع أسعار البضاعات في الأسواق السورية نتيجة غلاء ثمن النقل، بين المحافظات، ومن التجار إلى مراكز البيع الثانوية، كما أنها سبب في توقف أعمال الكثيرين وخاصة أصحاب سيارات الأجرة، لإضطرارهم للجوء إلى السوق السوداء وشراء ليتر البنزين بسعر عشرة آلاف ليرة، وسط خوفه من عودة إرتفاعه إلى عشرون ألفاً في القريب العاجل، كما حصل في الازمة السابقة.

 

مصدر من داخل محافظة حماة من المسؤولين عن المحروقات في المحافظة، رفض ذكر إسمه لدواعِ أمنية، قال في تصريحه لـ حماة اليوم “الأزمة عادت من جديد في محافظة حماة، كما لاحظها الجميع، وغالباً ما ستطول إلى عقب مضي شهر رمضان المبارك، وذلك إثر تخصيص جزء كبير من مخصصات المحافظة إلى المنظمات الدولية والمؤسسات الحكومية، مع توجّه المنظمات في عملها إلى محافظة حماة بعد إعلانها محافظة منكوبة نتيجة زلزال فبراير”.

 

مضيفاً “من الواجب المحافظة والتقنين في صرف المحروقات بشكل كبير، خاصة أننا مقبلون على شهر رمضان المبارك وإستخدام أكبر للمحروقات وخاصة على صعيد البنزين، كذلك عيد الفطر، الذي يتوجب على المواطنين المحافظة على مخصصاتهم إلى أكبر مدّة ممكنة، وسط عدم وضوح مدّة محددة انفراج هذه الأزمة بشكل دقيق”.

 

وتحدّث بأن مخصصات المحافظة بشكل عام تم تخفيضها من قبل الوزارة المسؤولة عن المحروقات حتى بنسبة 60%، مما أدى إلى تأخر وصول رسائل البنزين للمواطنين، على الصعيدين السيارات العامة والخاصة.

 

وأكّد ذلك محمد، أحد العاملين في محطّات الوقود في محافظة حماة، بأنهم باتوا يعانون بشكل كبير في طلب مخصصات محطاتهم من المحروقات على صعيدي البنزين والمازوت، وتخصيص نصف طلب لكل محطة، كل 10 أيام.

 

وطالب الأهالي بضرورة وضع رسائل البنزين في محطات الريف المتاخمة لمدينة حماة، من أجل السعي لحصولهم على مخصصاتهم من الوقود في مدّة أقصر من مدّة وصولها في محطات المدينة، نتيجة الضغط الكبير على محطات الوقود في مدينة حماة، وسط خفض المخصصات بشكل كبير جداً.

 

وتوقّع محمد بأن هذه الأزمة قد تكون مشابهة أو ربما أكثر للازمة السابقة، وقد تطول إلى ما بعد عيد الفطر، وهذا ما سيؤدي إلى رفع سعر ليتر البنزين إلى ما يقارب العشرين ألفاً أوأكثر، نتيجة الطلب الكبير على هذه المادة وإنعدامها في السوق السوداء أيضاً.