
الأشجار ضحية جديدة لأزمة الوقود وتزايد ظاهرة قطع الأشجار في حماة تنذر بفاجعة بيئية
مؤيد الأشقر – حماة
بدأت أزمة المحروقات والتدفئة وقلة مازوت التدفئة أن لم يكن ندرتها ترخي بظلالها على البيئة بشكل مباشر في حماة بعد أن بدأ الناس هنا بالاعتماد على الحطب كبديل للتدفئة منذ بداية فصل الشتاء.
بدون حسيب ولا رقيب ودون أي إجراءات تمنع تلك الظاهرة في مدينة حماة وما حولها يقول طاهر عباس أن قطع الأشجار من الحدائق والمنصفات وجنبات الطرقات أصبح مهنة يمتهنها العديد من الأشخاص من أجل كسب قوت يومهم من خلال بيعها كحطب وإن كانت تلك الشجرة مثمرة أو غير منتهية الصلاحية أو حتى من أجل الاستخدام الشخصي للتدفئة.
يضيف طاهر – خمسيني، لم تبد أي جهة مسؤوليتها عن مكافحة تلك الظاهرة التي صارت اليوم ظاهرة عامة تراها في أي حديقة أو طريق، فاليوم نرى طريق حماة – حمص يكاد يخلو من الشجر الحراجي الذي تمت زراعته منذ عقود.
ويشرح طاهر لصحيفة حماة اليوم وجهة نظره في الموضوع بقوله :” لا يمكن للمسؤولين في حماة أو أي مكان آخر في سوريا أن يقوموا بمنع تلك الظاهرة لأنها تتم خلال الليل وبعيدا عن أعين المراقبين في البلدية أو أيا كانت الجهة المسؤولة عن متابعة هذه الظاهرة ثم إن من لا يستطيع أن يؤمن للناس وقود من أجل فصل الشتاء ولا يعطيهم وسائل بديلة لن يكون قادرا على إيقاف تلك الظاهرة التي بدأ تخفي أحراجا كاملة من الأشجار وتحولها إلى صحراء.
ليس فقط قطع الأشجار هو من يؤثر بشكل مباشر على البيئة هنا ولكن ما ينتج من انبعاثات غازية وأدخنة ناتجة عن احتراق تلك الأشجار في أماكن ليست مخصصة بالأساس ليتم استعمال الحطب فيها يلقي بثقله على الشوارع التي اختنقت بالأدخنة السوداء والبيوت التي مرض سكانها بسبب التدفئة حتى على القمامة إذا لم يتواجد الحطب.
تلك الظاهرة البيئية السيئة أدت إلى ظواهر اجتماعية أسوء حتى بات الجيران في نزاع دائم بسبب المدافئ التي تخرج الدخان الأسود وتدخل بيوت الجيران عبر النوافذ.
يقول الملازم علي جابر – اسم مستعار، في قسم الخارجي في حي القصور أن النزاعات بين الجيران كثرت منذ مطلع الشتاء والسبب دائما ما يكون الدخان ورائحة المواد التي يتم وضعها مع الحطب من أجل اشعاله غالبا ما تكون من النايلون الذي يسبب رائحة كريهة جدا.
وبحسب الملازم جابر فإن أعداد الضبوط المكتوبة في القسم نتيجة الشكاوى بين الجيران تجاوزت في المنطقة المسؤول عنها المخفر فقط المئة ضبط أغلبها يتم حلها في المخفر دون اللجوء إلى القضاء.
تقدمت أم يوسف – أرملة تعيش في حي باب البلد بشكوى على جيرانها الذين يقومون بالطبخ والتدفئة على بقايا الأوساخ والقليل من الخشب والكرتون الذي يقوم أبنائها بجمعه خلال الصيف من أجل استعماله في الشتاء سواء للطبخ أو التدفئة أو حتى لغلي ابريق من الشاي كما تقول أم يوسف.
استمرت القضية حتى وصلت إلى المحكمة ولم تسقط أم يوسف حقها في المخفر بسبب ما عانت هي وأولادها من أمراض وسعال بسبب الجيران حسب تعبيرها.
وتضيف أنها صدمت حين لم تستطع المحكمة فعل أي شيء من أجلها واكتفت بإجبار الجيران على كتابة تعهد بأنهم لن يشعلوا النيران مرة أخرى ولكن ذلك لم يحصل بالطبع.
صحيفة حماة اليوم سألت القاضي أبو فادي عن تبعية مثل تلك القضايا وما هو الحل الذي تقوم به المحكمة وكان الرد بأنه لا يمكن للقاضي أن يحاسب أيا كان لأنه يستخدم وسيلة معينة من أجل أن لا يموت من البرد أو الجوع وأن تلك المشكلة لها أساس يجب أن يتم حله ويتم توفير الوقود والغاز للناس من أجل أن يمتنعوا عن إشعال مثل تلك النيران.