ابتداءا من الحطب ووصولا إلى القمامة .. وسائل التدفئة البديلة تنخر صدور الناس وتنشر الروائح في الشوارع

مؤيد الأشقر – حماة 

بدأت مع مرور الأيام الشتوية الباردة واعتماد الأهالي على الحطب وقشور اللوز والفستق وما يتوفر من أخشاب ونفايات بلاستيكية أو نايلون تظهر عليهم أعراض الإصابات التنفسية الحادة التي أصبحت شائعة بين الأهالي دون إدراك منهم لخطورة المواد التي يقومون بالتدفئة عليها.

ليس أمامنا حل آخر يقول أبو عبد الله إما أما نموت من البرد أو نموت من المرض فالشتاء قاسي جدا والأطفال يموتون من البرد يوميا دون وجود وسائل التدفئة في البيوت.
أبو عبد الله الرجل الخمسيني الذي يعمل نجارا يقول لصحيفة حماة اليوم أن الحكومة وعدت بتوزيع مازوت التدفئة قبل حلول الشتاء لجميع الأسر ولكنها أخلفت وعدها وقالت أن المادة غير موجودة ويجب علينا الانتظار، هذا الانتظار دام الآن أكثر من شهرين وسينتهي فصل الشتاء ولن يتم توزيع المازوت كما حدث في العام الماضي حين تم توزيع مازوت الشتاء في مارس بعد انتهاء فصل الشتاء.

تعمل سعاد – ثلاثينية في صناعة الأحذية في البيت من خلال ورشات تنهي لها طلباتها أسبوعيا وتأخذ بالمقابل المال من أجل إعالة عائلتها بعد أن تم إلحاق زوجها بالخدمة الاحتياطية.
تقول سعاد أنها استعملت المدفئة القديمة التي كانت تعمل بالمازوت من اجل تشغيلها على الحطب حيث عدلت عليها في المنزل تعديلات بسيطة وأضافت القرميد لها من أجل أن تعمل على الحطب ولكن بسبب زيادة الطلب على الحطب أيضا فإنها لم تعد تستطيع تأمين ثمنه ما دفعها لاستعمال بقايا الجلد الذي تستخدمه في تصنيع الأحذية في تشغيل المدفئة.

تعاني سعاد وأطفالها الثلاثة من التهابات تنفسية حادة تبين بعد مراجعتها للطبيب أنها بسبب المدفئة التي تعمل على انبعاثات قوية لثاني أوكسيد الكربون الذي لم تستطع رئتي الأطفال تحمله.

يقول سامر الأحمد – صاحب معمل لصناعة المدافئ أن التدفئة على الحطب تحتاج لأنواع معينة من المدافئ ذات التصميم المختلف عن المدافئ التي تعمل على المازوت وهو ما يسبب تلك الروائح الكريهة في البيوت والتسربات الكبيرة للغازات التي تؤدي بطبيعة الحال إلى الأمراض الصدرية التي نسمع عنها.

وبحسب سامر فإن الشوارع وأسطحة المنازل باتت تختنق بالدخان الأسود والروائح الكريهة التي غالبا ما يكون سببها إشعال النايلون والمواد البلاستيكية الغير القابلة للاشتعال أساسا والتي تسبب أضرارا كبيرة على البيئة والأشخاص.

وكانت الحكومة السورية قد أصدرت عدة قرارات من شأنها وبحسب رأيي مقربين منها أن توفر مواد التدفئة للمواطنين ومنها منع بيع المازوت والبنزين الحر في الطرقات بعد أن وصل سعر اللتر الواحد من المازوت لعشرة آلاف ليرة سورية أي أن راتب الموظف لا يستري له أكثر من 10 لتر من المازوت.

وأصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك عن طريق وزارة الداخلية قرار بالأمس يجرم من يبيع المازوت والبنزين الحر بعقوبة السجن لمدة أقلها 5 سنوات مع غرامات مالية عالية حتى إن كانت الكمية التي يبيعها بدون واحد فقط وهو الأمر الذي انعكس بالشكل السلبي على الناس البسطاء الذين يشترون المازوت بشكل يومي بمعدل لتر واحد من أجل التدفئة في المساء.

يناير 16, 2023 |

التصنيف: مجتمع حمويات |

شاركها مع أصدقائك!

اقرأ أيضاً