تسنيم الشافعي- حماة

رفعت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام السوري أسعار المحروقات مساء يوم أمس الثلاثاء، للمرة الرابعة على التوالي للعام الجاري 2022، وسط أزمات معيشية متتالية تعيشها البلاد في ظل شحّ المحروقات وغلاء الأسعار وضيق سبل الحياة أمام السوريين.

حيث أعلنت وزارة التجارة الداخلية عن رفع سعر ليتر البنزين “المدعوم” من 2500 ليرة سورية إلى 3000 ليرة لـ الليتر الواحد، فيما رفعت أسعار البنزين المباشر “الحر” من 4000 ليرة إلى 4900 لكل ليتر، وقد وصل عسر ليتر البنزين “أوكتان عالي” إلى 5300 ليرة لكل ليتر، وكذلك المشتقات النفطية الأخرى، حيث رفعت سعر ليتر المازوت “المدعوم” إلى 700 ليرة بدلاً من 500 ليرة، فيما رفعت السعر للصناعيين وللبيع المباشر “الحر” بـ 3000 ليرة، وسط توقعات لدى السوريين بـ قرب رفع سعر أسطوانة الغاز كذلك قريباً.

يقول هادي موظف حكومي في حماة، بأن الأسعار التي رفعتها الحكومة تراوحت بين (20-30)% من سعرها السابق، أي أن المعيشة والرواتب الحكومية تدهورت بشكل فعلي إلى 30% عن السابق، إضافة إلى ما كانت هذه الرواتب متدهورة أصلاً.

ويضيف “اليوم بالفعل أعلن الموظفون الحكوميون إفلاسهم عقب موجات الغلاء التي ضربت البلاد خلال ال6 أشهر الأخيرة وقد ختمتها الحكومة برفع الأسعار بشكل رسمي بهذا الحد الكبير الذي لم يعد تحتمله حتى الطبقات الغنية في المجتمع”.

وأشار في حديثه “رواتبنا اليوم لم تعد تكفي في أفضل حالاتها حتى الخمسة أيام الأولى من كل شهر وسط تقنين على المستلزمات والضروريات المعيشية وحسب، فجميع أسعار المواد التموينية والألبسة ومختلف البضائع أصبحت على سعر صرف الدولار الأمريكي اليوم الذي باتت هذه البضاعات تضرب بسعر صرف يقارب 6250 ليرة لكل دولار، بالإضافة إلى رفعها بنحو 30% عن سعرها السابق نظراً لغلاء أجور الشحن والتوصيل بين المحافظات، ودائماً ما يكون المواطن السوري والموظف الحكومي خصوصاً هو كبش الفداء، كما يقولون”.

فادية موظفة حكومية وأم لثلاثة أطفال في حماة تتحدث عن معاناتها وتقول “من أي لي أن أطعم أبنائي وراتبي لم يعد يكفيني ثمناً لـ حليبهم فقط، إن وجد الحليب!”.

وفي حزن شديد، قالت “أعمل موظفة حكومية في مؤسسة بحماة حتى الساعة الثالثة ظهراً، ومن ثم أبدأ بعملي بخياطة الألبسة النسائية والأطفال حتى الساعة 12 ليلاً، لعلي أستطيع تأمين قوت يوم أبنائي من أبس متطلبات الحياة لهم، ولو كان هناك وقت أكثر لبحثت عن عمل ثالث ورابع حتى أبحث عن حياة أفضل لهؤلاء الأطفال ممن حرمتهم الحياة جلّ متطلباتهم ومن أبسط حقوقهم المعيشية كأطفال”.

مشيرة إلى أن الفقر والجوع أصبح عُرفاً شعبياً في المناطق والأحياء في حماة، وكثيراً ما تجد أطفالاً ورجالاً يفترشون الطرقات تحت الأقبية وقرب مولدات المطاعم، ينامون بجانبها، بحثاً عن الدفئ من الدخان المنبعث منها.