سارة الأحمد – حماة

عبّر أهالي مدينة حماة عن استيائهم جرّاء الأزمات المتلاحقة التي تلحق بهم وخاصة أن جميعها تتعلق بأمور حياتهم اليومية لعل أهم تلك الأزمات في الوقت الحالي هي أزمة المواصلات التي لم تعد تقتصر على حماة المدينة وما حولها من أرياف تابعة لها بل تجاوزتها لتشمل التوصيل إلى الحدود.

قررت صبا الجمل – 35 عاماً أن تقضي إجازتها القصيرة في مدينة حماة بعد أكثر من خمسة أعوام على الغياب، تقول : تواصلت مع أحد مكاتب خدمة التوصيل المعروفة في حماة من أجل تأمين سيارة من مطار بيروت حتى حماة وطلبوا مني مبلغ 150 دولار ولكن عند وصولي للمطار في بيروت لم يكن المبلغ يشمل التنقل من بيروت حتى الحدود السورية والذي يبلغ 50 دولار أخرى.

تضيف صبا أن الخيار الآخر من أجل العبور كان يعتمد الترانزيت من بيروت الى دمشق بالطائرة ومن ثم حماة براً ولكن التكلفة سوف تزداد.
وبحسب صبا فإن تكلفة النقل البري من مطار دمشق الدولي إلى مدينة حماة تكلف 100 دولار أو ما يعادل 500 ألف ليرة سورية.

أبو محمود – خمسيني يعمل سائق على تكسي خاصة بين المحافظات لدى أحد المكاتب المعروفة في المدينة يقول لصحيفة حماة اليوم : أن ارتفاع أسعار النقل بين المحافظات يتناسب طرداَ مع ارتفاع أسعار البنزين وتوفره في السوق السوداء حيث تبلغ تكلفة البنزين فقط من دمشق إلى حماة ذهاب – إياب ما يقارب ال 700 ألف ليرة سورية وهو مبلغ ضخم لا يستطيع المقيمين داخل سورية دفعه.

ويشرح أبو محمود أن تكلفة النقل من المطار إلى مدينة حماة مرتفعة ولكنها تبقى أقل من التكلفة التي يدفعها المسافر من بيروت إلى حماة، أضف لذلك أن الطريق مريح وآمن أكثر.

ويشير أبو محمود إلى مشكلة تواجه المسافرين والسائقين على حد سواء وهي الرشاوي على الحواجز العسكرية وخصوصا عندما يعرفون أن السيارة تحتوي ركابا من خارج القطر.

الأسباب والمسببات

ولم تكن مشكلة ارتفاع أسعار البنزين والمحروقات هي المسبب الوحيد لأزمة ارتفاع أجور النقل الخاص بل إن توقف شركات النقل العامة عن العمل باكرا خلال اليوم أضاف إلى تلك الأزمة أبعادا جديدة حيث أن المسافرين لن يتمكنوا من ركوب البولمان من دمشق إلى حماة لان شركات النقل تتوقف عن العمل قبل المغرب مما يضطرهم إلى استقلال السيارات الخاصة ودفع مبالغ كبيرة جدا من أجل الوصول.

وتشهد مدينة حماة ارتفاعا غير مسبوق في أجور التكسي ضمن المدينة بسبب غلاء البنزين وعدم توفره بشكل دائم في السوق السوداء بالإضافة إلى ندرة المكروباصات العاملة على خطوط النقل ضمن المدينة التي يعاني سكانها من أزمة خانقة في المواصلات وخاصة في ساعات الصباح عند بدأ دوام المدارس والدوائر الحكومية وأثناء انتهائها.