التسوّل في مساجد مدينة حماة.. ظاهرة جديدة من نوعها!

تسنيم الشافعي- حماة

تزداد موجات انتشار المتسولين في شوارع المدينة وعلى إشارات المرور مع إزدياد إرتفاع الأسعار بشكل جنوني في مدينة حماة، يوماً بعد آخر، وسرعان ما تحول التسوّل إلى داخل مساجد المدينة لتصبح مركزا رئيسيا للتسوّل نظراً لكثافة مرتاديها والناحية الدينية التي تهيأ جوّا ملائما لكسب تسول مالي أفضل.

حيث تقوم مجموعات من المتسولين بنشر أطفالهم ونسائهم داخل مساجد في مناطق محددة من المدينة، كوادي الشريعة والصابونية وحي البعث والبرناوي وحي البعث والإندلس، والتركيز على صلاتي المغرب والعشاء لوجود عدد أكبر من المصلين من أهالي هذه الأحياء المعروفة بحالتها المادّية الجيدة دوناً عن أحياء المدينة الأخرى.

أبو عماد رجل ستيني من مدينة حماة قال بأن هذه الظاهرة إزدادت مؤخراً وبشكل ملاحظ في مدينة حماة، ينتظر المتسلون إنتهاء صلاة الجماعة في المساجد، ليقوموا بعدها بمناجاة الأهالي وطلب المساعدة لدفع إيجارات المنازل ومعالجة مرضى وعدّة أمور أخرى.

مشيراً إلى أن هؤلاء المتسولون بالفعل ينجحون بالحصول على مبالغ مادية جيدة بهذه التجارب في المساجد وهذا ما عمل مؤخراً على إزدياد هذه الظاهرة بشكل مفاجئ وكبير في مدينة حماة التي لم تكن تشهد مثلها سابقاً، ولكن من جهة أخرى ضغوط الحياة وغلاء الأسعار أدى إلى إنتشار الفقر الشديد بين الكثير من العائلات التي كانت قادرة على تحمل أعباء ومتطلبات الحياة في أدنى حدودها.

ومن رأي آخر، يرى أبو سمير الرجل الأربعيني وهو تاجر من مدينة حماة، بأن يجب على الأهالي إيقاف هذه الظاهرة، من أجل الحد من إنتشارها، وضياع حقوق الفقراء الحقيقيين مع المتسولين لمجرد أنها أصبحت مهنة يمتهنها توارثاً من آبائهم وأمهاتهم دون الحاجة مالية لها، العديد من المتسولين في ساحة العاصي بحماة وعدّة مناطق أخرى تمت ملاحقتهم ليتبني وجود عمارات ومحلّات تجاربه يملكونها ولكنها أصبحت مهنة لهم ولا يمكنهم العمل بغيرها، ولكن هذا إنعكس سلباً على الفقراء والمحتاجين الحقيقين في المدينة ممن لم يعد يستطيعون الوصول إلى لقمة عيشهم حتى عبر سؤال الأهالي مع الإنتشار الكبير للمتسولين.

مشيراً إلى أن الواجب الحقيقي على المصلين وأهالي المدينة بالحث خلف الفقراء الحقيقين واليتامى والأرامل في المناطق الفقيرة في حماة والمناطق العشوائية التي يعمل أصحابها ضمن مهن شريفة وعلى قدر إمكانياتهم في الخضار والتنظيف في المنازل لكفاية عوائلهم بالكسب الحلال.

وقال “يجب علينا أن نبحث خلف كل عائلة فقيرة للعمل على كفايتها، والتعاون من جميع تجار المدينة لخلق صندوق تكافل مالي يعمل على كفاية حاجة اليتامى والأرامل بشكل خاص”.

من الجدير بالذكر، حصلت صحيفة “حماة اليوم” على دراسات ميدانية من بعض المنظمات الإجتماعية في حماة والتي أكدّت وجود أكثر من 300 طفل متسوّل في حماة، بالإضافة لأكثر من مئتي إمرأة، وبأن العدد قابل للازدياد مع إزدياد غلاء المعيشة في سوريا.

أكتوبر 12, 2022 |

التصنيف: حماة اليوم |
الوسوم: التسول

شاركها مع أصدقائك!

اقرأ أيضاً