تعنيف الأطفال يفاقم ظاهرة التسرب في المدارس الحكومية في ريف حماة

مؤيد الأشقر – حماة

يبدو أن الأطفال وقعوا ضحية مرة أخرى للعنف التعليمي الذي يمارسه المدرسون في المدارس الحكومية في ريف حماة الجنوبي، فبعد السنوات الطويلة التي عاناها سكان تلك المناطق من النزوح والعودة والقصف ودمار المنازل وجدوا أنفسهم أمام خطر التسرب من المدارس الذي بات يلاحق أطفالهم.

تقول أم حسنة – أم لأربعة أطفال من سكان قرية حربنفسه في ريف حماة ان أطفالها لا يتمكنون من الذهاب الى المدرسة بسبب أن المدير يطلب منهم اللباس الكامل معللا ذلك بأن القوانين تجبرهم على ذلك.

وتضيف : أن تلك القرارات منعت أولادها من الذهاب بشكل يومي إلى المدرسة وهم منقطعون عن الدراسة بسبب الحرب لمدة ثلاث سنوات أو أكثر ولا يوجد سوى هذه المدرسة ليكملوا فيها تعليمهم.

وبحسب أم حسنة فإن الأطفال باتوا يخشون الذهاب إلى المدرسة بسبب تعنيف المدير والأساتذة لهم على الرغم من حاجتهم الماسّة للتعلم حيث يتركونهم في باحة المدرسة ويمنعونهم من دخول الحصص الدراسية.

ولم يقتصر الإهمال في مدارس حربنفسه على تعنيف الأطفال ومنعهم من ممارسة حقهم في التعلم بل إن الطلاب الذين يستطيع أهاليهم إلباسهم ويذهبون إلى المدرسة يصطدمون بالمعلمات الغير مباليات بالطلاب ولا بالتدريس.

رضوان – 9 سنوات ،طالب في الصف الرابع في مدرسة القرية يقول أن المعلمة تدخل إلى الصف وتقوم بالصراخ على الطلاب واسكاتهم تحت تهديد العصا ومن ثم تجلس على الكرسي وتبدأ اللعب بهاتفها المحمول من غير أن تقوم بتدريس الأطفال أي شيء.
وبحسب أهالي الطلاب فإن أطفالهم لا يتعلمون شيئا في المدرسة حتى أن أغلبيتهم لا يستطيعون القراءة ولا الكتابة ولا العد على الرغم من كونهم في صفوف متقدمة.

وقامت العديد من الجمعيات الأهلية والمنظمات بحملات للعودة للتعلم وحملات مشابهة أيضا من أجل التعلم الذاتي الخاص بالمتسربين أو بمن لم يستطع التعلم خلال الفترة السابقة حيث تم افتتاح العديد من المراكز التعليمية في حربنفسه هدفها الأول هو إعادة الأطفال إلى التعلم.

وفي حديثها لصحيفة حماة اليوم تقول الآنسة سوسن – مسؤولة في مركز التعلم التابع لأحد الجمعيات الاهلية أن هدف المركز هو مساعدة الطلاب المتسربين من الدراسة لإعادتهم إلى الطريق الصحيح.
وتتابع سوسن أنهم في المركز يعانون من الإهمال الكامل للمدارس الحكومية في تدريس الأطفال حيث أن الأطفال الملتحقين بالمركز لا يستطيعون القراءة ولا الكتابة على الرغم من أعمارهم الكبيرة وهذا ما يشكل عائق كبير في مساعدة هؤلاء الأطفال.

وسألنا الأهالي في القرية فيما إذا كانوا قد تقدموا بشكوى لمديرية التربية في حماة حول تلك المعاملة السيئة التي يعامل بها أطفالهم في المدارس إلا أنهم لم يلقوا أية أذن صاغية لهم.
وبحسب أبو أحمد – والد أحد الطلاب ،فإن المعلمات في المدرسة لا يأبهون بالتربية ولا بالمدير وجميعهم مدعومون من جهات أمنية في المنطقة ولا يستطيع أحد الحديث معهم ولا توجيه التنبيهات لهم

سبتمبر 26, 2022 |

التصنيف: حماة اليوم |
الوسوم: التعليم

شاركها مع أصدقائك!

اقرأ أيضاً