هدى عزاوي-حماة
مع بداية العام الدراسي في سوريا، وازدياد الطلب على وسائل النقل العامة، يتخوف المواطنون في محافظة حماة من صعوبة إستخدام هذه الوسائل وطول فترات الانتظار التي قد تصل لأكثر من ساعة وسط الأجواء الحارّة التي تعيشها المحافظة وعدم تخديم المواقف المخصصة للانتظار بمظلات تقي المواطنين حرّ الشمس.
ويقول عامر -الطالب المدرسي في المرحلة الثانوية في إحدى مدارس مدينة حماة- بأن معاناتهم اليومية في الحصول على وسيلة نقل تنقلهم من منزلهم في حي البعث بحماة إلى المدرسة الثانوية في حي البياض باتت جزء من معاناتهم اليومية التي تنغّص عليهم حياتهم الدراسية في كل يوم.
ويضيف “أحتاج بشكل يومي للخروج من منزلي قبل بداية دوامي بساعة كاملة لأستطيع أن أحصل على ميكرو باص، وفي حال إقتراب بداية دوامي المدرسي دون نجاحي في إرتياد إحدى ميكرو باصات خط حي البعث، أسعى مع عدد من زملائي للركوب بسيارة أجرة إلى المدرسة ولكن بمبلغ يعادل 4 أضعاف سعر ركوب الميكروباص، وهو ما يعتبر عبء مادّي كبير على أهلي”.
كما أكّد ذلك الرجل الخمسيني همام -موظف في مديرية حكومية في مدينة حماة- بأنه يعاني كثيراً وبشكل يومي من وسائل النقل العامة، وخاصة ضمن فترات الدوام المدرسي، فهناك نقص كبير وواضح في عدد الميكروباصات على خطوط النقل، وخاصة خطوط أحياء “البياض، حي البعث، جنوب الملعب، الصابونية، الأربعين، جنوب الثكنة، وغيرها من الأحياء البعيدة الأخرى” والتي لا يمكن للمواطن السوري الإعتماد على سيارات الأجرة بشكل يومي بسبب إرتفاع ثمن التوصيل عبر هذه الوسائل الخاصة.
ويشير إلى أنّ الفساد الحكومي في موظفي الرقابة على عمل خطوط النقل ومراقبة الميكروباصات يلعب دوراً هاماً في تسرب عدد كبير من سائقي الميكروباصات من عملهم على خطوط النقل، وعدم التزامهم بمسار الخطوط المفروضة عليهم من قبل مديريات النقل العامة، أو تصرّف سائقي الميكروباصات بمخصصاتهم المدعومة من المحروقات وبيعها في السوق السوداء، حيث تعتبر هذه الطريقة ذات ربح كبير تعود على السائقين نسبة لعملهم الفعلي على خطوط النقل.
وأضاف “على مجلس المدينة ومديريات البلدية في محافظة حماة العمل بشكل عاجل على تأمين وسائل نقل إضافية على جميع الخطوط وخاصة على الأحياء الغربية من مدينة حماة، بسبب الضغط الكبير جداً على وسائل النقل العامة دون وجود أي حل ملموس على الواقع المرير حالياً، وتجاوز ساعات إنتظار الميكروباصات عن الساعة وفي يومي الأحد والخميس قد تصل لساعتين”.
وأفاد أحد موظفي مجلس مدينة حماة -رفض ذكر إسمه لدواعٍ أمنية- لـ حماة اليوم بأن هنالك دراسة يقوم بها المجلس لإيجاد حلول عبر تأمين باصات كبيرة على الخطوط التي تتعرض لـ لازدحام اليومي، ولكن هذا الأمر غير متوفر حالياً سوى ب6 باصات، تم دعم كل من الأرياف الغربية والجنوبية والشمالية والشرقية بباص واحد فقط، وتخصيص باصين لخط جنوب الحاضر والأربعين، وباص آخر لحي البعث و جنوب الثكنة، ولكن يتم تجهيز الطلبات لتأمين باصات أخرى لدعم حي البعث بباص آخر، والصابونية ومنطقة الشريعة، والأماكن التي ما زالت تعاني من الإزدحام.
وقال “واجهتنا مشكلة جديدة هي إضراب عدد من الميكروباصات على خط حي البعث بحماة عن العمل بسبب تخصيص باص نقل داخلي على خط عملهم من قبل حكومة النظام وبسعر أرخص من الميكروباصات، وطالبو بتوقيف الباص عن العمل لعودتهم إلى العمل، مما زاد الأزمة على وسائل النقل في حي البعث، وقد ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بالصور التي تظهر إنتظار النساء والأطفال على الأرصفة بإنتظار وسائل نقل تنقلهم إلى منطقة حي البعث غربي مدينة حماة، ويعمل مجلس المدينة الآن على توجيه إنذار للميكروباصات بمتابعة عملهم على خطوطهم ورفض نقله خطوطهم لأحياء أخرى، تحت طائلة المساءلة القانونية وتوقيفهم عن العمل بشكل كامل في حال الرفض في سبيل خدمة المواطن، ولكن ما تزال الأزمة قائمة حتى الآن، بإنتظار حلّها بشكل جذري في الأسبوع القادم”.
مطالبات عديدة وردت لـ حماة اليوم للمسؤولين عن محافظة حماة، بضرورة السعي لحل أزمة النقل الداخلي المتواجدة على مواقف الميكروباصات وتأمين مظلات من أجل الحر الشديد وتجهيزاً لفصل الشتاء والخريف، وضرورة متابعة عمل السائقين ضمن الأوقات المخصصة لهم، وتغيير المسؤولين عن المراقبين ومحاربة المسؤولين عن فساد هذا القسم، والمطالبة بشكل فعلي بتأمين باصات جديدة لمدينة حماة لتخفيف الأزمة التي تعيشها المدينة كلّ يوم.